المنامة ـ بنا
اختتم المجلس الأعلى للمرأة برنامجه الرمضاني هذا العام بلقاء مفتوح تحت عنوان "فن التواصل والاستقرار الأسري" أداره خبير العلاقات الاجتماعية والأخلاقية الأستاذ فالح الرويلي في مقر جمعية رعاية الطفولة والأمومة.
واستهل الرويلي اللقاء بالحديث عن كيفية بناء أسرة مستقرة في ظل التغير الكبير الذي يطال العلاقات الإنسانية نتيجة إيقاع العصر الحديث واختلاف متطلبات الحياة وتوزيع الأدوار داخل الأسرة، مؤكداً في هذا الصدد أن فهم كل من الزوج والزوجة لاحتياجات الطرف الآخر هو حجر الأساس في الاستقرار الأسري.
وأشار الرويلي إلى أن كثيراً من المشاكل تقع نتيجة عدم تفهم الطرفين، داعياً إلى ضرورة تثقيف الجيل الجديد بأسس بناء الأسرة المستقرة عبر تكثيف الدورات التوعوية للمقبلين على الزواج.
وقال إن "المجتمع البحريني يشهد حالات زواج مبكر بصورة متزايدة، ومع الأسف نرى أن أغلب حالات الطلاق تحدث لدى الأزواج حديثي العهد نتيجة عدم توعيتهم من قبل الأهل والمؤسسات المعنية بأهمية بناء مؤسسة الزواج على أسس متينة وتحميلهم مسؤولية ذلك".
وأكد الرويلي أهمية الزواج كرابط مقدس بين المرأة والرجل، وأساس لتكوين الأسرة المنشودة نواة المجتمع وأساس بنائه، واللبنة الأساسية في بناء مجتمع إنساني صالح، وقال إنه بالزواج وحده تتاح الفرصة الملائمة التي تكتمل بها شخصية الرجل بتحمله مسئوليته زوجاً وأباً، وتكتمل شخصية المرأة بتحمل مسؤوليتها زوجةً وأماً، لافتاً إلى أن علاقات الأمومة والأبوة والبنوة والأخوة المبنية على أسس صحيحة هي من يحصن المجتمع إزاء حالات التفكك والفساد الأخلاقي.
واستعرض الرويلي خلال اللقاء عدداً من الكتب والأبحاث التي تناولت فن التواصل الاسري وكيفية بناء أسرة مستقرة، من بينها كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" للمؤلف جون غراي، وبعض الكتب والمحاضرات الأخرى، مشيراً في هذا الصدد إلى أن كل الدراسات والأبحاث ركزت على الاختلاف الجوهري بين الرجل والمرأة يجب أن يفضي إلى علاقة تكاملية وليس تنافسية.
وأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تغييرات عميقة في بنية العلاقات الإنسانية، وقال "لا طائل من الدعوات إلى منع هذه الوسائل أو الحد من استخدامها، وإنما يجب استخدامها بالشكل الأمثل سواء من قبل الأزواج أو من قبل الأولاد، ومن الأفضل أن نعلم أولادنا على استخدامها بالطريقة الأمثل، فلا ضير من نكون معهم أصدقاء على فيسبوك أو توتير مثلا".
يشار إلى أن هذا اللقاء جاء في ختام فعاليات المجلس الرمضاني للمجلس الأعلى للمرأة الذي تضمن سلسلة من اللقاءات التعريفية والرسائل التوعوية التلفزيونية تهدف إلى استثمار هذه المناسبة الكريمة والتعريف بأهم البرامج والمشاريع التي تنفذ في اطار الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية وذلك بالتعاون مع الاتحاد النسائي البحريني ولجنة التعاون بين المجلس والجمعيات واللجان النسائية.
كما تضمن برنامج المجلس الاعلى للمرأة سلسلة من الرسائل التلفزيونية تستهدف التوعية بالممارسات الصحية وجودة الحياة تنفيذا للخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية ورسائل اخرى تستهدف الاستقرار الاسري بعنوان التمس العذر لشريك حياتك، تنعم بحياتك ، إلى جانب رسائل إذاعية صحية ضمن برنامج الأسرة