الدار البيضاء - سعيد بُونوار تأمل مُحققون من الدائرة الأمنية لعين الشق في الدار البيضاء، في شكاوى من قِبل أُسر مُتوفين وجدوا قبور ذويهم "منبوشة"، وعبّروا عن مخاوفهم من سرقة جثث أفراد من عائلاتهم أو أعضاء منها.   واتجهت تحقيقات الشرطة إلى طلبة كليات الطب، وتكفّل مُحققون آخرون بمراقبة عدد من المقابر وبخاصة التابعة إلى اليهود المغاربة..وكانت المفاجأة أكبر مما كانوا يتوقعون.
   في مدينة الدار البيضاء، وفي باب المقبرة اليهودية، توقفت سيارة رُباعية الدفع سوداء، كانت خيوط الفجر تلوح من الأفق، ليظهر من خلف الأشجار المُحيطة بالمقبرة، خيال رجل تَحَدَّث للحظات مع راكبة السيارة،وسَلَّمها شيئاً
ملفوفاً في كيس بلاستيكي أسود.
   في لحظة التسليم والاستلام، طوقت عناصر الشرطة المكان، واعتُقل الشخص برفقة السيدة، وكانت المفاجأة أن في الكيس جمجمة رجل يهودي.
   وبلا صفع أو ضرب أو تعذيب اعترف المُتهم، الذي كان يعمل عامل بناء لقبور اليهود بضلوعه في مُختلف السرقات، التي سُجلت أخيراً في عدد من المقابر منها أيضاً الخاصة بالمسلمين، المُتهم الذي فجأة وجد نفسه يُودع عالم الفقر والعوز، وبدت علامات النعمة تظهر عليه، ومثلما انتبهت إليه العيون بشأن أسرار هذا التغيير في مسار رجل يعمل "حَفّار قُبور"،تحركت أعين أخرى للبحث عن ثروته وغناه، وهل الأمر يتعلق فعلاً بمكرمات ذوي الموتى. وقال للمُحققين إن أشخاصاً كثيرين أغلبهم نساء،كانوا يأتون إليه للحصول على عظام بشرية للموتى، وكان يوفرها لهم مُستغلاً مهنته كبنّاء للقبور، مستعيناً بقريب له عمله في المقبرة ذاتها كمُنظف للأعشاب الطفيلية،التي تنبت فوق القبور وفي جنباتها، المُتهم الرئيسي لم يكن يثير الانتباه، وكان يقوم بسرقة العظام والجماجم، وأحياناً يسرق أعضاء للموتى الجُدد وبخاصة الأيدي، وكانت الأسعار تتراوح ما بين4000 درهم مغربي (قرابة 450 دولاراً) لليد الواحدة و50 ألف درهم (قرابة 5 آلاف دولار) للجمجمة.
واعترف المُتهم أن له شركاء يساعدونه، وأنه كان يبيعها إلى نساء ميسورات، أو إلى عرّافات ومُشعوذات بعضهن غير مغربيات ومن جنسيات عربية، وقال"كنت أعرف أنها تُستَغل في أعمال السحر، لكن لم أكن أعرف لماذا بالضبط؟".
   وتمت مُتابعته بتهم "انتهاك حرمة الموتى ونبش القبور واستخراج الجثث والإتجار في عظام بشرية من أجل الشعوذة"، حيث يقضي في الوقت الحالي أشهراً في سجن عُكاشة في الدار البيضاء.
   واعتقال المُتهم لم يطو كتاباً تتعدد صفحاته، بشأن الهجوم اليومي على
المقابر من قِبل مُشعوذين يستغلون هذه الأعضاء في أعمال السحر والشعوذة
وتخصيصاً هنا ما يُعرف عند هؤلاء بالسحر الأسود.
ويعتقد المُشعوذون أن عظام الموتى خاصة اليهود لها دور كبير في أعمالهم
الشيطانية من قَبيل إحداث الأذى بالآخرين، أو استعمالها لطرد النحس وجلب
المنفعة والحظوة بمنصب أو وظيفة.