وزيرة الشؤون الداخلية والاتصالات ساني تاكايشي

زارت ثلاث وزيرات يابانيات السبت معبد ياسوكوني في طوكيو غداة خطوة مماثلة قام بها اكثر مئة نائب الى المكان الذي تعتبره بكين وسيول رمزا للماضي الحربي لليابان، وذلك رغم المؤشرات على تحسن العلاقات بين الصين واليابان.

وجاءت زيارة ثلاث من النساء الخمس في حكومة رئيس الوزراء شينزو ابي في وقت يجري فيه الحديث عن استقالة وزيرة رابعة هي ابنة رئيس حكومة سابق ومعروفة باعتدالها، في اطار فضيحة مالية.

وتاتي الزيارة بعد مصافحة بين ابي ورئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ على هامش اجتماع دولي في ايطاليا، اعتبرت اختراقا في العلاقات بين البلدين.

وتحدث ابي عن امكانية لقاء مع الرئيس الصيني شي جينبينغ سيكون الاول، عندما تستضيف بكين الشهر المقبل منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادىء.

وقد اكدت وسائل الاعلام الصينية الرسمية اليوم هذه المصافحة لكنها شددت على انه لم يعقد اي لقاء رسمي بين الرجلين. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة في نبأ بثته ليل الجمعة السبت ان ابي اتخذ مبادرة مصافحة رئيس الوزراء الصيني.

وقالت ان "رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي تقدم وصافح نظيره الصيني لي كع تشيانغ". واضافت "لكن رئيسي الحكومتين لم يعقدا اي اجتماع".

لكن زيارة 110 اعضاء في البرلمان لياسوكوني الجمعة اثار استياء بكين.

وفي ما يعد الطريقة المثلى للصين للتعبير عن انزعاجها، ارسلت بكين سفنا السبت الى المياه المحيطة بثلاث جزر متنازع عليها مع اليابان.

 وقامت وزيرة الشؤون الداخلية والاتصالات ساناي تاكايشي بزيارة ياسوكوني وسط طوكيو. كما توجهت اريكو ياماتاني المكلفة ملف اليابانيين الذين خطفوا بايدي النظام الكوري الشمالي خلال الحرب الباردة وهاريكو اريمورا المكلفة الترويج لدور المراة ومكافحة تدني معدل الولادات الى المعبد.

والنساء الثلاث معروفات بآرائهن القومية. ولن يكون لزيارتهن على الارجح تأثير في الخارج وخصوصا الحليفة الكبرى الولايات المتحدة لكنها ستعزز تأييد الناخبين لليمين داخل اليابان.

وفي صورة نشرت الشهر الماضي، بدت تاكايشي المعروفة بمواقفها السياسية المحافظة الى جانب زعيم حزب محلي من النازيين الجدد. كما التقطت صور لياماتاني مع ناشطين من اليمين. الا ان المسؤولتين نفتا اي ارتباط لهما بحركات متطرفة.

والمعبد الذي يعود الى 145 عاما يكرم ضحايا النزاعات وخصوصا الحرب العالمية الثانية التي قتل خلالها 2,5 مليون شخص من مدنيين وعسكريين. وبين هؤلاء مسؤولين في الحكومة ابان الحرب العالمية الثانية مثل الجنرال هيديكي توجو الذي امر بشن الهجوم على مرفأ بيرل هاربر.

وبعد زيارة النواب المعبد امس، عبرت الصين عن "قلقها العميق" ازاء هذه الخطوة.

وقالت في بيان ان "الصين تريد ان تكرر ان العلاقات الصينية اليابانية لا يمكنها ان تحقق تقدما سليما وثابتا ما لم تعبر اليابان عن ندمها على ماضيها العدواني وتنأى بنفسها عن النزعة العسكرية".

وقال ممثل عن الوفد البرلماني الياباني لوكالة فرانس برس امس ان النواب الذين ينتمون الى احزاب عدة قاموا بالزيارة بمناسبة مهرجان الخريف في المكان المخصص لعبادة الشنتو الجمعة ويستمر اربعة ايام.

من جهته قدم رئيس الوزراء المحافظ  ابي تقدمة الى المعبد هي عبارة عن شجرة "ماساكامي" المقدسة، لكنه لا يعتزم زيارته شخصيا في عطلة نهاية الاسبوع، بحسب وسائل الاعلام اليابانية.

وتنظر الصين وكوريا الجنوبية الى هذا المعبد على انه رمز للتوسع العسكري الياباني الذي كانتا من ابرز ضحاياه، فالاولى لا تنسى الفظائع التي ارتكبتها القوات اليابانية خلال استعمارها شبه الجزيرة الكورية (1910-1945) والثانية لا تنسى ما عانته من احتلال القوات اليابانية لجزء من اراضيها (1931-1945).

وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر 2013، زار ابي المعبد في الذكرى الاولى لعودته الى السلطة. وكانت تلك اول زيارة لرئيس حكومة ياباني الى المعبد منذ 2006 وقد اثارت حفيظة كل من بكين وسيول اللتين تتنازعان ايضا مع طوكيو السيادة على مناطق حدودية.

 لكن آبي لم يعد مذاك الكرة مجددا واكتفى بمناسبة مهرجان الربيع في نيسان/ابريل الفائت بتقدمة شجرة "ماساكامي" المقدسة بينما زار المعبد يومها حوالى 150 برلمانيا.

ومن  غير المرجح ان يتوجه ابي الى الضريح عند عودته السبت من القمة.