تونس ـ أزهار الجربوعي
أكدت الناشطة التونسية أمينة السبوعي، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أنها قرّرت الانفصال عن المنظمة الأوكرانية للاحتجاج بالصدور العارية "فيمن". واتهمت أمينة المنظمة بازدراء الأديان، ومعاداة الإسلام، كما شكّكت في مصادر تمويلها التي وصفتها بـ"الغامضة وغير المعلنة"، موضحة أنها اتخذت قرارها بشكل فردي، ولم تستشر فيه المنظمة، وأن غالبية المحيطين بها وأصدقاءها قد رحبوا بفكرة انفصالها عن "فيمن". وقالت السبوعي، التي أُفرج عنها في مطلع آب/أغسطس الجاري بعد شهرين ونصف الشهر من الاحتجاز في قضية المجاهرة بما يُنافي الحياء، إن رئيسة "فيمن" اينا شيفشنكو رفضت الإجابة عن أسئلتها المتكررة بشأن تمويل المنظمة، فيما انتقدت أمينة إقدام ناشطات المنظمة على إحراق راية التوحيد أمام مسجد باريس، وإطلاق هتافات "فيمن" أكبر، أمينة أكبرة، أمام السفارة التونسية في فرنسا"، مضيفة "أنا لست مؤمنة بأي دين سماوي، لكني مع حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، وأرفض التحريض على الدين الإسلامي أو الإساءة إلى المسلمين، وقد قررت اعتزال طريقة الاحتجاج بنشر صوري العارية، وسأواصل مسيرة الدفاع عن حقوق المرأة بشكل مستقل، وليس من خلال التعري". وفي أول ردّ لها على انسحاب أمينة من " فيمن"، قالت تشيفشنكو، إنّها كانت تعتزم طرد الناشطة التونسية في كل الحالات، نظرًا إلى "افتقادها لمقومات الجمال والإثارة"، معتبرة أن "انتقاص الأديان من قيمة المرأة هو السبب الرئيس لمعاداة المنظمة لها". وقد أحدثت أمينة السبوعي ضجة داخل الرأي العام التونسي والعالمي، حيث كانت أول تونسية تعلن صراحة الانضمام إلى منظمة "فيمن" الأوكرانية للمجتجات بالصدور العارية، عندما نشرت صورة على الإنترنت تحت اسم "أمينة تايلر" بدت فيها عارية الصدر في آذار/مارس الماضي، وقد انقسمت ردود الفعل داخل المجتمع التونسي بين رافض لما أقدمت عليه السبوعي، وبين من أيّد حقها في التعبير بالطريقة التي تراها ملائمة، وثالث اعتبر "من المجحف الحكم على تصرفات مراهقة مضطربة نفسيًا"، وآخر رأى أنها مجرد ظاهرة غريبة عن الشعب التونسي وتقاليده مآلها الزوال. يُشار إلى أن آخر مشاركة لأمينة السبوعي في منظمة "فيمن"، كانت الأسبوع الماضي، حيث أقدمت على نشر صورة جديدة لها عارية الصدر، وهي تشعل سيجارة بقنبلة مولوتوف، وأذاعتها على شبكة الإنترنت، بعد أيام قليلة من مغادرتها السجن، الذي قضت فيها أكثر من شهرين لتهمة التجاهر بما يُنافي الحياء، وتدنيس مقبرة كتبت على حائطها "فيمن".