واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت الأفغانية الشابة عائشة محمد زاي (19 عامًا)، و التي قام زوجها بقطع أنفها وأذنها، عن نتائج الجراحة الترميمية لإعادة بناء وجهها، و قد أصبحت من المشاهير في جميع أنحاء العالم بعد ظهورها على غلاف مجلة "تايم الأميركية"، و من ثم فقد تم اتخاذها رمزًا لاضطهاد المرأة في أفغانستان بعد فرارها من البلد الذي مزقته الحرب، منذ 3 سنوات وحصلت الآن على وجه جديد وحياة جديدة. هذا وقام الأطباء بوضع مادة "السيليكون" لنفخ منطقة تحت الجلد من جبينها وملئها بالسائل تدريجيا من أجل توسيع بشرتها وتزويدها بأنسجة إضافية للحصول على أنف جديدة، وتم أخذ الأنسجة من ساعدها وزرعها ليتم تشكيلها كبطانة داخلية للجزء السفلي من الأنف، و تماثلت عائشة لشفاء من الجروح، ولكنها تعيش مع الندوب التي تغطي وجهها، وتحدثت للمرة الأولى على شاشة تلفزيون"ITV" وسردت قصتها المأساوية والأحداث التي كانت وراء تلك صورة. وقالت عائشة : "كل يوم كنت أتعرض للاعتداء من زوجي وعائلته نفسيًا وجسديًا. وفي يوم من الأيام أصبح الوضع لا يطاق لذلك هربت. بعد ذلك تم القبض على وتم وضعي في السجن لمدة 5 أشهر. عندما خرجت أرسلني القاضي مرة أخرى إلى زوجي وفي تلك الليلة أخذوني إلى الجبال وقاموا بتقييد يدي وقدمي. قالوا لي إن عقابي هو قطع أنفي وأذني ونفذوا ذلك بالفعل". و يذكر أن عائشة التي لم تلتحق بالمدرسة تعيش الآن، في الولايات المتحدة بعدما ساعدتها جمعيات خيرية في أفغانستان، وقالت "إنها لديها الآن عائلة جديدة تقوم برعايتها باعتبارها واحدة منهم". و أضافت عائشة "إنها سعيدة بأنفها الجديد وتريد تجربتها لتحكي قصة جديدة، وهذه المرة ستكون قصة أمل في حياة جديدة وليست مأساة جديدة". و تابعت : "أريد أن أقول لجميع النساء الذين يعانون من سوء المعاملة أن يتمتعن بالقوة وأن لا يفقدن الأمل مهما حدث" فيما نشرت القصة الأولى عن عائشة في آب / أغسطس 2010 من قبل مجلة "تايم"، التي نشرت صورًا مروعة لها على الغلاف، بمثابة رسالة مرعبة إلى جميع أنحاء عن اضطهاد المرأة الأفغانية. و كان والدها قد وعد مقاتل في حركة "طالبان" بالزواج من ابنته التي لم يتجاوز عمرها 12 عامًا لإسقاط أحد ديونه، وسلمت إلى عائلته التي أساءت لها وأجبرتها على النوم مع الحيوانات. ومن جانبها قالت الأمم المتحدة "إن ما يقرب من 90 % من النساء في أفغانستان يعانون من العنف المنزلي". و أردفت عائشة "إنه بعدما قام زوجها وأسرته بقطع أنفها وأذنها تركوها في الجبال وهي تصارع الموت، ولكنها استمرت في المشي حتى وصلت إلى منزل جدها". و تواصل عائشة:" بعد قطع أنفي وأذني، شعرت وكأنه كان هناك ماء بارد في أنفي ، فتحت عيني ولم أتمكن من رؤية أي شيء بسبب الدماء التي كانت تغطي وجهي" وقد أسرع جدها ووالدها بعد ذلك بها إلى مرفق طبي أميركي، حيث قام المسعفون بالاعتناء بها لمدة 10 أسابيع. ثم تم نقلها إلى ملجأ سري في كابول ثم تم نقلها جوا إلى الولايات المتحدة من قبل مؤسسة "غروسمان بيرن" للبقاء مع عائلة مضيفة." و عانت عائشة من الكثير من المشكلات النفسية ولكنها تغلبت عليها بمرور الوقت. وعلى الرغم من بقاءها 3 سنوات في الولايات المتحدة إلا أنها لا تزال تفضل مشاهدة أفلام "بوليوود" بدلا من التلفزيون الأميركي.