روما ـ مالك مهنا
يحاكم رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني بسبب روبي سارقة القلوب، بتهمة التورط في ممارسة الجنس معها عندما كانت قاصرًا بمقابل مادي، وهو تصرف يعاقب عليه القانون في إيطاليا، كما أنها المرأة التي كانت محور حفلات "البونغا بونغا" أي الحفلات المعروفة بالانفلات الجنسي والانغماس في الرذيلة، والتي كانت تعقد في فيلا لبيرلسكوني بالقرب من ميلان. وأنكرت كريمة المحروقي المعروفة باسم روبي، الخميس، أمام المحكمة قيام رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق بممارسة الجنس معها، كما اتهمت المدعي العام الإيطالي ووكلاء النيابة بشن حرب نفسية ضدها، ولكنها اعترفت بأنها كذبت بشأن أصولها. ووقفت روبي الخميس خارج إحدى المحاكم في مدينة ميلان الإيطالية في مظاهرة احتجاج دامعة، وهي تتلو بيانًا من ست صفحات تنكر فيه ممارسة البغاء، وقالت أيضًا إنها لم تمارس الجنس يومًا ما مع بيرلسكوني. وقالت روبي "ليس لدي ما أخفيهن وليس هناك ما يمكن أن أخجل منه"، كما أدانت ما وصفته "بالتعذيب النفسي" على يد أفراد تظاهروا بمساعدتها، كما اتهمت وسائل الإعلام بتشويه سمعتها، ومعروف أن بيرلسكوني هو أيضًا ينكر تهمة ممارسة الجنس مع روبي. وأثارت روبي غضب واستياء المدعي العام إيلدا بوكاسيني خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وذلك عندما لم تمتثل مرتين أمام المحكمة للإدلاء بشهادتها في المحاكمة. وقال محاميها إنها كانت تمضي إجازتها في المكسيك، وعندما حضرت في كانون الثاني/ يناير الماضي المحاكمة قالت إنها لن تخضع لاستجواب. وقال فريق المحامين الخاص ببيرلسكوني آنذاك إن أي شهادة جديدة لروبي سوف يقوم باستغلالها خصومه ومنافسوه قبل الانتخابات التي جرت في شباط/ فبراير الماضي. وطلب المدعي العام آنذاك من المحكمة أن يقوم عوضًا عن ذلك بتقديم شهادتها المكتوبة كدليل من واقع التحقيقات. تأتي تطورات المحاكمة في وقت دخلت فيه إيطاليا مرحلة سياسية حساسة، حيث يسعى حزب يمين الوسط التابع لبيرلسكوني إلى شق طريقه بقوة نحو ائتلاف حكومي، بعد أن حل ثانيًا في الانتخابات التي لم تسفر عن نتيجة حاسمة. ويستعد البرلمان الإيطالي أيضًا لإجراء انتخاب رئيس خلال الأسابيع المقبلة، وهي عملية تتسم بطابع التنافس السياسي الحاد، وذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار أن رئيس البرلمان الجديد سوف يلعب دورًا في الدعوة إلى انتخابات جديدة، في حال فشل الأحزاب الثلاثة الأولى في تشكيل حكومة ائتلافية. يذكر أن روبي كانت تعمل من قبل راقصة في أحد الملاهي الليلة، وكانت تحضر حفلات العشاء التي كان يقيمها بيرلسكوني في منزله بعد انهيار زواجه الثاني، كما أنها أكثر الشخصيات المحورية في القضية الجنسية التي تواجه بيرلسكوني. وكانت الفضيحة قد بدأت في العام 2010 عندما تدخل بيرلسكوني بنفسه لدى الشرطة للإفراج عن روبي بعد اتهامها بسرقة 3000 يورو من صديق لها واحتجازها في شرطة ميلان. وقال بيرلسكوني آنذاك إنه تدخل لأنه اعتقد أن روبي كانت واحدة من أقارب رئيس مصر آنذاك حسني مبارك. وقدمت روبي التي تحمل الجنسيتين الإيطالية والمغربية إلى المحكمة، الخميس، جواز سفر قديم لها، وأن الاسم الأخير لها في هذا الجواز كان مبارك، وقد اعتذرت للمحكمة عن تسببها في هذا الوضع الذي وصفته بأنه "فانتازيا"، ولكنها زعمت أنها فعلت ذلك بهدف الهروب من حالة الفقر والمعاناة التي كانت تعاني منها منذ ولادتها، والتي نشأت خلالها قبل أن تترك عائلتها في صقلية.