واشنطن - لبنان اليوم
أعلنت حملة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، تعيين امرأة من أصول أفغانية، لقيادة ملف التواصل مع الناخبين المسلمين، والعرب، في خطوة تأتي للتركيز على شريحة انتخابية رئيسية، كانت غاضبة من الرئيس الأميركي جو بايدن؛ بسبب دعمه الصريح لإسرائيل، بحسب شبكة NBC NEWS.
واختارت هاريس لإدارة الملف، نسرينا بارغزي، المولودة في قندهار بأفغانستان، عندما كانت الحرب الأفغانية مع الاتحاد السوفيتي في أسوأ فتراتها، والتي عاشت أيضاً في باكستان لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يتم قبول عائلتها، عام 1985، في برنامج إعادة توطين اللاجئين بالولايات المتحدة.
وعملت بارغزي بمكتب هاريس في البيت الأبيض حتى يوليو، كمستشارة سياسية في القضايا المتعلقة بالمسلمين، والعرب، وقطاع غزة، إلى جانب الملفات المتعلقة بحقوق الإجهاض، إذ ستتولى مسؤولية الاهتمام والاستهداف لنفس هذه الشريحة، وفقاً لمسؤول في الحملة.
وستركز بارغزي على التحدث إلى المجتمعات المسلمة، والعربية، بينما ينتظر الناخبون معرفة ما إذا كانت "هاريس ستطرح نهجاً مختلفاً تجاه الشرق الأوسط وإسرائيل عن نهج بايدن".
وقالت بارغزي في بيان شاركته الحملة مع الشبكة:"يشرفني أن أواصل عملي مع نائبة الرئيس، وتقديم المشورة بشأن مجموعة من القضايا الحرجة في هذه الانتخابات، من الديمقراطية، وحقوق الإنجاب، إلى التواصل مع المسلمين، والعرب".
وأضافت: "أعلم أن نائبة الرئيس ملتزمة بشكل أساسي بالحرية، والعدالة، والسلام، وسنعمل مع الأميركيين في جميع أنحاء البلاد للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف والوفاء بوعد أميركا".
وجاء قرار هاريس، بعد أن واجهت مقاطعات من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في التجمعات الأخيرة، كما من المحتمل أن يواجه الديمقراطيون احتجاجات أخرى في المؤتمر الوطني الديمقراطي الأسبوع المقبل في شيكاغو.
واعتبرت بعض الأصوات من المجتمعات المسلمة التي تعيش في الولايات المتحدة، وسبق أن انتقدت سياسات بايدن، فيما يتعلق بإسرائيل والشرق الأوسط، أن هاريس هي امتداد لمواقفه، لكن هناك مجتمعات أخرى، تقول إن كامالا "أكثر تعاطفاً من الرئيس مع عدد القتلى المدنيين في غزة، وأنها أفضل مرشح يمكن دعمه في السباق".
نسرينا بارغزي.. قدرات استثنائية
وقال مازن البصراوي، الذي كان مسؤول الاتصال بين البيت الأبيض، والمجتمع المسلم حتى يونيو: "لقد حظيت بشرف التعرف على نسرينا، منذ أكثر من 20 عاماً، منذ أن كنا معاً في كلية الحقوق في بيركلي، وعملت معها عن كثب في البيت الأبيض".
وأضاف: "نسرينا مدافعة ذات قدرات استثنائية، تدرك من تجربتها الحياتية صدمة الحرب، والنزوح، وأنا متأكد من أنها ستقوم بعمل رائع في التواصل مع المجتمعات العربية والإسلامية في جميع أنحاء الولايات المتحدة".
وأشاد جوش هسو، الذي كان المستشار القانوني الرئيسي لهاريس في البيت الأبيض، بالدور الذي ستلعبه بارغزي، قائلاً: "ستستفيد الحملة بشكل كبير من عملها المستمر في هذه المجالات لصالح نائبة الرئيس".
وعبرت هالة حجازي، التي تتمتع بخبرة 20 عاماً في القضايا التي تؤثر على المجتمعات المسلمة والعربية، وتعمل الآن في اللجنة المالية للحملة، عن إشادتها، وقالت إن "بارغزي دائماً ما تتدخل وتتعامل مع القضايا الأكثر صعوبة وحساسية مع مراعاتها للنزاهة والعدالة، لقد لعبت دوراً في ضمان إشراك المجتمعات التي لا صوت لها، ولا مقاعد على طاولات اتخاذ القرار".
وتعرضت هاريس لموجة من الانتقادات بعد أن ردت على مجموعة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في تجمع جماهيري في ديترويت الأسبوع الماضي، قائلة: "أنا هنا لأننا نؤمن بالديمقراطية، صوت الجميع مهم، لكنني أتحدث الآن، أنا أتحدث".
ومع استمرار الاحتجاجات، أصبحت نبرة هاريس أكثر قوة، وقالت هاريس، بمساعدة آلاف من الحاضرين، الذين هتفوا باسمها لإسكات أصوات المحتجين العالية "إذا كنت تريد فوز دونالد ترمب، فقل ذلك وإلا، فأنا أتحدث".
وبعد أيام، قاطع متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين، هاريس مرة أخرى، خلال تجمع جماهيري في أريزونا، لكنها ردت بشكل مختلف، ما جعلها تحظى بتصفيق حار.
وقالت: "لقد كنت واضحة.. الآن هو الوقت المناسب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإتمام صفقة الرهائن.. الرئيس وأنا نعمل على مدار الساعة كل يوم للتوصل إلى عقد الاتفاق، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، لذا فإنني أحترم أصواتكم، لكننا هنا الآن للحديث عن السباق الرئاسي 2024".
وبعد مسيرة أريزونا، اعتبرت بعض المجتمعات المسلمة التي أطلقت على نفسها اسم "التخلي عن بايدن"، الخطاب الذي أدلت به هاريس بـ "الفارغ".
وقالت المجموعة في بيان، الاثنين، إن "موقف هاريس المعلن والمتكرر، بشأن وقف إطلاق النار، وصفقة الرهائن الإسرائيليين، هو نفس الخط الذي رددته إدارة (بايدن-هاريس) على مدار 11 شهراً، بالإضافة إلى ذلك، لم تقدم كامالا شيئاً أكثر من هذه الكلمات المبتذلة".
وأعلن مجلس قيادة المسلمين من أصول إفريقية، وهي منظمة إسلامية، أنها تؤيد هاريس، إذ تعتبر أول مجموعة إسلامية تعلن الدعم بشكل علني، بالرغم من أنها "غير ملزمة بذلك".
وأشادت سليمة سوسويل، مؤسسة ورئيسة مجلس القيادة للمسلمين من أصول إفريقية، بهاريس.
وقالت سوسويل: "لقد أظهرت هاريس تعاطفاً أكبر مع شعب غزة، مقارنة بالرئيس بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب.. لقد دعت مراراً وتكراراً إلى وقف إطلاق النار، وأعتقد أنها أعربت أيضاً عن تعاطفها مع الحياة المدنية، وكانت مهتمة جداً، فيما يتعلق بتقديم المساعدات لشعب غزة".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
كمالا هاريس تُؤكد أن الوقت حان لإتمام صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة