لندن - كاتيا حداد
اتضح الخميس أن الشابة البريطانية، كاديزا سلطانة والتي انضمت لتنظيم داعش المتطرف العام الماضي قد قتلت في غارة جوية في سورية، ويُعتقد أن البالغة من العمر 17 عاماً هي أول بريطانية منضمة الى "داعش" تلقى حتفها منذ بداية ما يسمى بـ "الخلافة"
وكشف محامي عائلة سلطانة أنها كانت تخطط للهروب من الجماعة المتطرفة، ولكن تم تأجيل القرار بعدما تم قتل مواطنة أجنبية آخرى بشكل علني، وقتلت النمساوية سمرا كيزينوفيتش البالغة من العمر 17 عامًا في معقل داعش بالرقة في العام الماضي بعد سفرها إلى سورية، وأضاف المحامي: "إذا كشفت داعش الأمر، فالعقوبة ستكون وحشية جداً بسبب محاولتها المغادرة، في الأسبوع الذي كانت تفكر فيه في هذا الأمر، تم الإعلان عن أن الفتاة النمساوية قد تم ضربها حتى الموت بسبب محاولتها الهروب، وأنا اعتقد أن سلطانة اعتبرت هذا نذير شؤم وقررت عدم المجازفة"، ورداً على سؤال لماذا أرادت سلطانة أن تغادر، قال المحامي: "أعتقد أنها اكتشفت بسرعة أن دعاية "داعش" لا تتطابق مع واقعهم"
وكانت سلطانة تبلغ من العمر 16 عاماً فقط عندما وصلت الى سورية في فبراير 2015 بعد أن سافرت من مطار جاتويك في تركيا مع صديقاتها البالغات من العمر 15 عاماً شميمة بيغوم وأميرة اباس، والتقطت كاميرات المطار صوراً لهن قبل ركوب سيارة في تركيا لعبور الحدود إلى سورية، وبعد عدة أشهر من وصولهن، تم تدريب الفتيات الثلاث للقيام بتنفيذ مهام خاصة، مما أثار مخاوفهن من أن يتم استخدامهن في تنفيذ عمليات انتحارية، ولكن بعد فترة، أصيبت سلطانة بخيبة أمل بعد وفاة زوجها الجديد، واضافت عائلتها أنها كانت يائسة بشأن العودة الى بريطانيا.
وتزوّجت سلطانة من مقاتل أميركي من أصل صومالي، والذي قتل وهو يحارب القوات السورية المدعومة من روسيا، وخلال مكالمات هاتفية مع عائلتها، كشفت سلطانة أن لديها مخاوف من انعدام فرصة هروبها لأنه من المستحيل عبور الحدود، وأكدت أختها حليمة خانوم أن سلطانة قد لقت حتفها في غارة جوية روسية في مايو/ايار الماضي،
وأضافت: "كنا نتوقع هذا بطريقة ما، ولكن على الأقل نحن نعرف الآن انها في مكان أفضل"
وفي مكالمة هاتفية قبل وفاتها، قالت سلطانة لشقيقتها: "انا اشعر بالخوف، الحدود مغلقة في الوقت الحالي، لذلك كيف يمكنني الهرب؟ أنا لن أفعل ذلك ابداً"، كانت هذه واحدة من اخر مكالمات سلطانة قبل مقتلها، وبعد فترة تلقت عائلتها مكالمة هاتفية من شخص في سورية يخبرهم بأن كاديزا سلطانة قد توفيت.
وأثارت وفاة سلطانة العديد من المخاوف بشأن سلامة صديقاتها الاخريات بالاضافة الى تلميذة آخرى تدعى شرمينة بيغوم البالغة من العمر 17 عاماً، والتي لا تمت بصلة قرابة إلى شميمة بيغوم ولكنها كانت صديقاتهن قد سافرت الى سورية قبل شهرين للانضمام الى "داعش"
ويُعتقد أن شرمينة قد تزوجت من مقاتل، وقال والدها انه شعر بصدمة وقلق عميق إزاء الأنباء، مضيفًا: "لا يوجد أي اتصال بيني وبينها، ولكن آخر مرة عرفت عنها اخباراً كانت من شهرين أو ثلاثة أشهر عندما راسلتني واخبرتني أنها بخير"، ويُعتقد أن 250 بريطانياً على الأقل قد عادوا الى بلادهم بعد انضمامهم لداعش، ولكن بعضاً منهم قد تم مواجهته بتهم والبعض الاخر تم السماح له بدخول البلاد تحت مراقبة أمنية، وكان مفوض شرطة العاصمة، السير برنارد هوغان هو قد أعلن العام الماضي أنه من غير المرجح ان يتم محاكمة الفتيات إذا عادوا إلى بريطانيا ما لم يكن هناك دليلاً على ارتكابهن جرائم محددة.