واشنطن - عادل سلامة
وصفت الحكومة الأميركية 100 ايميل كتبتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون على خادمها الخاص خلال الوقت الذي كانت تشغل فيه منصب الخارجية "بالسرية"، وهذا هو أول توثيق بدل توصيف "سري للغاية" في قضية الرسائل غير الآمنة أثناء خدمة الوزيرة في إدارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما. وأتت صحيفة "واشنطن بوست" بهذه النتائج التي سيصعب على كلينتون بعدها انكار أنها لم تعرض المعلومات الحكومية للخطر، وفي معظم الرسائل التي كتبتها كلنتون كانت ردًا على مساعديها بردود وجيزة، على الرغم من بدئها للمحادثة في بعض الحالات.
وأظهر تحليل الرسائل أن كلينتون لم تكن المذنبة الوحيدة في استعمال بريد الكتروني غير آمن، فاستخدام هذا النوع من الخوادم كان واسع النطاق في جميع أنحاء الدائرة والحكومة، وتتضمن رسائل كلنتنون رسائل كتبها أكثر من 300 شخص تتضمن معلومات ذات صلة بالحكومة. وكان من بين هؤلاء دبلوماسيين منذ فترة طويلة وكبار المسؤولين في الادارة وأجانب، ولم تكن كلنتون في هذه الرسائل هي من بدأت بالمحادثة، ولم تشارك حتى في الرد عليها بل تلقتها من مساعديها.
وخضعت أكثر من 2093 سلسلة من مراسلات كلنتنون وحوالي 52 ألف صفحة للمراجعة، ووصفت الايميلات اما "سرية للغاية" أو معلومات حساسة جرى العبث بها، وبعضها وصفت بكلا الوصفين معا، وقال المتحدث باسم كلينتون بريان فالون أن وضع التصنيف يتحدد بعد تحضير هذه الرسائل لإطلاقها للعلن. وتابع "هذا لا يعني ان المواد كانت "سرية" عند ارسالها أو استقبالها، اما السؤال الحقيقي فهو عن وجود أي معلومات سرية في رسائل البريد الالكتروني في الوقت الذي أرسلتها كلينتون".
وبيَنت كلنتون في البداية، "لم أرسل أي معلومات سرية الي أي أحد من ايميلي". وبعدها قالت بأنها لم تتلقَ أي معلومات سرية أيضا عليه، وتتطلب القواعد الحكومية من مرسلي المعلومات السرية بحفظها بشكل صحيح، ووضع علامة عليها. وقال المفتش العام لأجهزة الاستخبارات أن بعض مراسلات كلينتون تحتوي على معلومات سرية عند ارسالها، فيما لم يحدد مسئولو الدولة الوقت الذي كانت فيه هذه المعلومات سرية، وأدت هذه القضية الى نشوب خلافات بين الوكالات الحكومية الاميركية.
ووضعت معظم رسائل هيلاري كلينتون تحت المجهر وحتى تلك التي تتضمن جمل قصيرة، وكانت أكثر المراسلات شيوعا مع كبار مساعديها جايكوب سوليفان الذي كتب 2015 ايميل، وقال العديد من الدبلوماسيين المشاركين في المراسلات في مقابلات أنهم كانوا في حيرة عندما عرفوا بان هذه الإيميلات "سرية".
وأردف أيضا أنهم لم يرسلوا معلومات سرية مع وثائق البريد الالكتروني العادي كما ادعى الجمهوريون، فيما وضعت علامة "حساس ولكن ليس سري" على العديد من رسائل البريد الالكتروني، وصرح أحد السفراء أن أحد الرسائل التي وصفت اليوم بالسرية كانت عبارة عن كتاب نشره. وبين آخر أنه كان يضع علامة على ايميل إذا كان هناك حاجة لمناقشتها بالتفصيل ولترتيب اجتماع حولها، ويقول خبراء أمنيون أن الخادم الخاص بكلينتون كان محفوف بالمخاطر نظرا لأنه يعمل خارج الرقابة الحكومية.