استوكهولم ـ منى المصري
لم يكن مهمًا بالنسبة إلى لجنة " نوبل " النرويجية, العمر أو الجنس أو العقيدة الدينية أو الجنسية أو حتى الشهرة العالمية، لتختار كلًا من الباكستانية ملالا يوسف زاي و الهندي كايلاش سايتارثي؛ لمنحهم جائزة نوبل للسلام 2014.
وصرّحت ملالا يوسف زاي 17عامًا، أصغر حائز على جائزة نوبل منذ تأسيسها في 1901، بأنَّها "فخورة كوني أول باكستانية, وأول امرأة شابة, وأول شاب في سن صغير يحصل على هذه الجائزة".
وستحصل يوسف زاي على 1.1 مليون دولار مناصفة مع سايتارثي الغير المشهور عالميًا مثل المراهقة الباكستانية, التي نالت الشهرة في عامها الـ15، بعد أن أطلقت عليها حركة طالبان النار في سنة 2012 لدفاعها عن حق البنات في التعليم في وادي سوات في باكستان.
ومنذ ذلك الحين أصبحت ملالا، رمزًا عالميًا للنضال, يحتفل فيها التلفزيون وينشر مذكراتها، وبعد أشهر من شفائها, التقت الرئيس باراك أوباما وعائلته في البيت الأبيض وسط مجموعة من المشاهير, وبدأت يوسف زاي خطواتها الأولى في تكوين شهرتها العالمية.
أما في وطنها باكستان, كان الوضع مختلفًا, والأمور أقل وضوحًا, حيث أشاع المحافظون الباكستانيون قصصًا كيدية يزعمون فيها أنَّ محنة يوسف زاي ضخّمتها وسائل الإعلام الغربية الساذجة, أو استغلتها المخابرات الأميركية إلى حدٍ ما.
وتوعدت حركة طالبان بمضاعفة جهودها لاغتيال التلميذة حين تعود إلى بلدها.
وتعكس نظرية المؤامرة هذه حدة التوتر بين باكستان والولايات المتحدة الأميركية, فيما يرى البعض أنَّ اندفاع القادة الغربيين بكيل المديح إلى يوسف زاي، يُعتبر توبيخًا لباكستان في الوقت الذي تمر فيه العلاقات بين البلدين بمنعطف سيء.
ومن جهة أخرى، فإنَّ شريك يوسف زاي في الجائزة, المهندس الهندي سايتارثي الذي ناضل فترة طويلة من أجل تحرير العمال المستعبدين, وسعى إلى تخليص الهند من استرقاق الأطفال, ونجح في تحرير أكثر من 75 ألف عامل وطفل من المستعبدين في الهند.
يُذكر أنَّ سايتارثي بدأ نضاله من أجل حقوق الأطفال في سنة 1980 كأمين عام لجبهة تحرير العمل الاستعبادي, وهي جبهة كرَّست جهودها لتحرير العمال الذين يُجبرون على العمل لسداد ديون حقيقية أو وهمية.
كما أسس مع باتشان با تشاو أندولان، بعثة "حفظ الأطفال" وهي منظمة تسعى جاهدة إلى إنهاء العبودية وإنقاذ الأطفال من الاتجار بهم.