لندن ـ سليم كرم
أمضت المرأة الحديدية رئيس وزراء بريطانيا السابقة، مارغريت تاتشر ليلة الأحد في أحد المستشفيات البريطانية للتعافي، بعد أن خضعت لعملية جراحية وصفت بأنها "بسيطة". ونسبت صحيفة الديلي ميل البريطانية إلى أصدقائها المقربين أن "البارونة تاتشر التي شغلت من قبل منصب رئاسة وزراء بريطانيا، من المتوقع أن تمضي فترة أعياد الكريسماس في المستشفى، بعد أن قام الأطباء باستئصال ورم في المثانة". وكانت مارغريت تاتشر "87 عامًا" قد دخلت مستشفى لندن المركزي الخميس الماضي بعد أن شعرت بتوعك. وقد تمنى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لها الشفاء العاجل في رسالة له عبر صفحته على موقع "تويتر". وذكرت مصادر مقربة من مارغريت أن "حالتها الصحية في تحسن وأن معنوياتها مرتفعة جدًا". وقال مصدر أخر مقرب منها "إنه عندما يكون المرء في مثل سن مارغريت، فإن المخاوف تكثر دائمًا حول حالتها الصحية بعد إجراء عملية جراحية، أما مارغريت فهي بخير، بعد العملية الجراحية". ويقول الخبير والمستشار المقرب من مارغريت تاتشر، تيم بيل والذي سبق وأن قاد حملاتها الانتخابية إن "العملية الجراحية تمت بنجاح، وأن حالتها تحظى برضا الأطباء". وأكد أن "العملية كانت لإزالة ورم بسيط". وأضاف أن "قرار إجراء العملية جاء بعد أن كشفت الفحوصات الطبية التي أجريت لها الأربعاء الماضي عن وجود تورم في المثانة". وقال بيل إنها "ستبقى في المستشفى عدة أيام قليلة حتى تسترد عافيتها، وأنها ستعود بعد ذلك إلى منزلها". وأشار إلى أن "ابنتها كارول كانت إلى جوارها في المستشفى". يذكر أن صحة الليدي مارغريت في السنوات الأخيرة لم تكن على مايرام وأنها كانت تعاني من سلسلة من المشكلات الصحية والتي كان من بينها نزيف بسيط في المخ العام 2002. ونادرًا ما تظهر مارغريت تاتشر في المحافل العامة بسبب ضعف ذاكرتها بعد نزيف المخ، ومع ذلك فهي تظل على اهتمامها بسياسات حزب المحافظين، كما تحضر بانتظام الحفلات التي يقيمها وزير الدفاع البريطاني الأسبق، ليام فوكس. وكانت مارغريت تاتشر أول امرأة بريطانية تتولى رئاسة وزراء بريطانيا، كما كانت من بين الزعماء البريطانيين القلائل الذين تولوا رئاسة الحكومة ثلاث مرات متتالية. فقد أمضت في داوننغ ستريت 11 عامًا، وهي أطول فترة حكم لأي رئيس وزراء على مدار القرن العشرين. وخلال العام 1990 أجبرت مارغريت تاتشر على مغادرة دواننغ ستريت، وبعدها بعامين حصلت على لقب بارونة كيستيفين، وهو لقب يلازمها طوال حياتها ولا يورث. وعلى مدار السنوات الماضية خلدت البارونة مارغريت تاتشر إلى الراحة والحياة الهادئة البعيدة عن الأضواء، وقد توفى زوجها دينيس العام 2003، أما ابنها مارك وابنتها كارول فهما يعيشان خارج بريطانيا. وكانت هوليوود قد تناولت هذا العام حالتها الصحية في فيلم من بطولة ميريل ستريب التي جسدت دور مارغريت تاتشر. فيما حالت حالتها الصحية من دون حضور حفل غداء بدعوة من الملكة وبحضور رئيس الوزراء السابق ورئيس الوزراء الحالي في إطار الاحتفالات باليوبيل الماسي للملكة هذا الصيف. كما حالت أيضا من دون حضورها الاحتفال بعيد ميلادها الـ 85 في حفل على شرفها، أقامه لها ديفيد كاميرون في مقر الحكومة في 10 داوننغ ستريت. ولكنها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استطاعت أن تحضر مأدبة غداء في أحد المطاعم في لندن، احتفالا بعيد ميلادها الـ" 87 "وفي حضور ابنها مارك وزوجته.