اكتشفي تصرفات غريبة يسببها الاشتياق للحبيب

الحبّ اجتياح لشخصيتنا الحقيقة الأساسية بكلّ ما للكلمة من معنى وزلزال يضربنا لا نعرف نتائجه إلاّ مع مرور الأيام ومعايشتنا للأحداث والتجارب المختلفة. فليس فقط تُقحمنا مشاعرنا في تصرفات غريبة حين نقع في الحبّ، بل في حالة الحبّ ككل. ومن الأكثر الحالات التي تُخرجنا عن طبيعتنا هي الاشتياق لمن نحبّ وبعدنا عنه، وهي حالة تدفعنا للاقدام على أغرب التصرفات التالية.

كونها كائن مجبول بالعواطف، تسقط الموضوعية لديها أمام الحبّ والعشق، لذا تجدين معظم النساء وعلى رغم إسهابهنّ في التحدّث عن المعايير الاجتماعية للتعبير عمّا يجوز وعما لا يجوز، وكيف يجدن حسن التصرّف مع الحبيب ومع الرجل في شكل عام، وغالباً ما تتّسم هذه الأحاديث بالميل نحو العقلانية والموضوعية والوعي المبالغ به والنضج لتكتشفي العكس تماماً في تصرفاتهنّ مذ أن يلمع الحبّ في عيونهنّ.

وفي هذا السياق، تعتبر العدائية أكثر الاشارات المبطّنة التي تنطوي على اشتياق للحبيب خصوصاً في العلاقات التي تفصل بينها المسافات كالسفر أو الغياب، فقد يشتاق الرجل لحبيبته ولكنّه يعرف الفصل بين مشاعره وحياته الاجتماعية، فيما المرأة تسقط الفراغ العاطفي على تفاصيل يومياتها الصغيرة كالعمل والعائلة والصديقات، فيظهر الغضب عليها، وتنقبض تقاسيم وجهها وتهجرها الابتسامة ويكون السبب بكلّ بساطة أن حبيب القلب بعيد عنها هذه الفترة.

من جهة أخرى وعلى رغم دفاعنا المتواصل عن المرأة، ولكننا بكلّ موضوعية لا نستطيع أن ننكر أنّ النكد أحياناً يستطيع أن يكون سيّد مواقفها وتصرفاتها وخصوصاً حين تشتاق لحبيبها. ولكنّ المفارقة الكبيرة أنّ أوّل ضحاياها في هذه الحالة سيكون حبيبها نفسه! فبدلاً من أن تعبّر له عن النقص الذي تشعر به بسبب بعدهما عن بعضهما، تصبّ جمّ غضبها عليه، تفتعل الشجارات لأسباب سخيفة، تغضب منه لأي كلمة ينبث بها وقد يصل بها الأمر الى الغيرة العمياء والشكّ والاتهامات فقط لإغاظته ليس أكثر.