أسرار الصبا والجمال في المخدع الزوجي

كثيرة هي منافع الزواج على حدّ قول خبراء العلاقات الزوجية. فهو يخفّف من حدّة الضغوط النفسية والعصبية، بفضل إفراز الجسم لهرمون السعادة، خلال العلاقة الحميمة، بكمّ أكبر من هرمون التوتّر والقلق. كما للزواج فوائد لا تُحصى في مجالَي الصحّة والجمال؛ فوفقاً لأحدث الدراسات، إنّ الصحّة العامّة للأزواج أفضل بكثير من صحّة العازبين، حيث تقلّ لديهم نسبة الأمراض، أبرزها أمراض ضغط الدم والقلب والسكّر، مقارنة بغير المتزوّجين.

  فوائد صحّية يؤكّد الدكتور كريم العباسي، استشاري العلاقات الزوجية في كليّة التربية في جامعة الأزهر، على أنّ الزواج يساعد على حرق السعرات الحرارية، من خلال ممارسة العلاقة الحميمة بانتظام، ممّا يساهم، في الوقت نفسه، في الحفاظ على حيوية ورشاقة كلٍّ من الزوج والزوجة. ويشير الدكتور العباسي إلى أنّ العلاقة الزوجية تساعد على تنشيط الدورة الدموية، ممّا يقوّي فروة الرأس وعضلات القلب، بفضل استنشاق المزيد من الأكسجين، الذي يمدّ الجسم بمزيد من الطاقة.

مقاومة الشيخوخة من جانبه، يؤكّد الدكتور فارس المحمدي، استشاري العلاقات الزوجية، على أنّ العلاقة الحميمة تساعد على مقاومة الشيخوخة، من خلال إفراز الجسم لهرمونَي الأستروجين والبروجسترون اللذين يزيدان من الخصوبة، ويحافظان على حيويّة الجلد والبشرة. كما يلفت الدكتور المحمدي إلى أنّ الحياة الزوجية السعيدة تجعل النساء أقلّ عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، مقارنة بالنساء العازبات.

فوفقاً لدراسات حديثة، ينخفض ضغط دم المتزوّجين، وبخاصّة السعداء منهم، خلال وقت النوم، أكثر منه عند العزّاب. هذا بالإضافة إلى أنّ الزوجات كثيرات الحركة، إذ عادةً ما يمارسن الأعمال المنزلية بشكل دوري، لذا هنّ أقلّ عرضة للإصابة بالسمنة من غيرهنّ.   العلاقة مفيدة للقلب «ليس للنساء فقط، بل وللرجال أيضاً»، هذا ما أكّده الدكتور عادل الهتيمى، استشاري العلاقات الزوجية، مؤكّداً على أنّ الزواج يقلّل من فرص إصابة الرجال بأمراض البروستاتا، والتي عادةً ما تصيبهم في عمر الخمسينات، بالإضافة إلى تقليص فرص إصابتهم بأمراض القلب والكولّيسترل.

 ويضيف الدكتور الهتيمى: «الزواج أكبر مصدر للسعادة»، حيث أنّ إفراز هرمون الأوكسيتوسين والأندروفين، خلال العلاقة، يلعب دوراً كبيراً في تحسين المزاج وتخفيف القلق والاكتئاب، ويجعل الزوجة تشعر بأنّها في قمّة سعادتها.

كما يشير الهتيمى إلى أنّ المتزوجين من النساء والرجال همّ أقلّ عرضة للإصابة بأمراض السكّري من العازبين، إذ تؤكّد دراسة علميّة على أنّ العلاقة الزوجية المنتظمة تساهم في التخلّص من الألم، بفضل إفراز هرمون الأندروفين المقاوِم للألم وأمراض البرد والأنفلونزا. الأفضل لعضلاتك أمّا الدكتورة نور الهدى، استشارية الصحّة الجنسية في جامعة القاهرة، فتقرّ بأنّ الجهاز المناعي لدى المتزوّجين يُعَدّ الأقوى أداء، خصوصاً وأنّ للعلاقة الزوجية فوائد كثيرة تنعكس على الصحّة النفسية والجسدية للزوجين، كما أنّ السائل المنوي يحتوي على مواد كيميائية مهدّئة للأعصاب، ومحسّنة للحالة النفسية.

وتلفت الدكتورة نور الهدى إلى أنّ الزواج يُعَدّ مفيداً لحيوية الشعر، إذ يمكن للزوجة، من خلال العلاقة الحميمة، الحصول على أكبر قدر من البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية، وذلك لاحتواء السائل المنوي على كمّيات وفيرة منها تمنح الشعر الحيوية والجمال والنعومة.

وتشير الدكتورة الهدى إلى أنّه كلّما كان الزواج سعيداً، كلما قلّت احتمالية إصابة الزوجة بالجلطات، وفقاً لدراسات حديثة. كما أنّ العلاقة الزوجية تحفّز عمل جهاز المناعة، فتقي الجسم من كثير من الأمراض، من خلال حدوث الكثير من التغيّرات في الدماغ وإفراز الإميونوجلوبين أ، وهو هرمون يمنع الاكتئاب ويدعم الأنسجة ويحافظ على نضارة البشرة.

وتخلص دراسة علمية، في جامعة لوجانو السويسرية، إلى أنّ الزواج يقي الرجال والنساء من مشاكل الصداع العارض والمزمن، حيث يساعد الشعور النفسي بالعلاقة المستديمة المستقرّة على تخفيف حدّة الصداع بأشكاله المختلفة. كما تؤكّد الدراسة على أنّ المتزوّجين المصابين بالسرطان قد يعيشون أكثر من المرضى غير المتزوّجين، لأنّهم يستجيبون أكثر لتعليمات الأطبّاء ويلتزمون بالعلاج.

 وعلى حدّ قول الدكتورة نور الهدى، تتمتّع النساء المتزوّجات ببشرة أكثر تألّقاً من غير المتزوّجات، وذلك لأنّ ممارسة العلاقة الزوجية بانتظام تساعد المرأة على ضخّ الأكسجين إلى الجلد، ممّا يخفّض مستويات الهورمونات، ويجعل البشرة أكثر توازناً وإشراقاً. كما تساعد العلاقة الزوجية في محاربة الشيخوخة عند الزوجين من خلال رفع كمّية إنتاج الكولاجين الذي يجعل البشرة نضرة ومتألّقة. "تساعد العلاقة الزوجية في محاربة الشيخوخة عند الزوجين من خلال رفع كمّية إنتاج الكولاجين الذي يجعل البشرة نضرة ومتألّقة"