تعرفي على هرمون الحمل وتأثيره على الجسم

تتبدل هرمونات في جسم المرأة مع تقدمها في كل مرحلة من مراحل عمرها. فمن الطفولة إلى البلوغ والحمل من ثم الولادة وصولاً إلى سن اليأس، مسيرة هرمونات تتفاعل تدريجياً.

فالهرمونات هي التي تعطي الشكل للمرأة، وتجعل إنجابها للأطفال ممكناً، كما أنها مسؤولة عن الكثير من الأمور الهامة التي تختبرها المرأة. عند حدوث الحمل تخضع هذه الهرمونات لتغير جذري، من شأنه أن يدعم الحمل أو يضعفه. فلكل هرمون وظيفة خاصة به، فما هي الهرمونات التي تتفاعل لحدوث الحمل؟ وكيف يعمل هرمون الحمل؟ وما هي أهميته في حدوث الحمل؟

تطور الهرمونات في الجسم

مع بداية الحمل تخضع هرمونات المرأة إلى تبدل جذري، إذ يحدث إنقلاب في مستويات بعض الهرمونات. إذ إنّ أكثر ما يؤثّر في المرأة هو تغير الهرمونات الخاصة بالحمل، التي تؤدي إلى حدوث الحمل أو عدمه. هذا إضافةً إلى أن هذه الهرمونات من شأنها أن تعرّض الحامل لعوامل نفسية وجسدية عدّة. من أهمها إكتئاب الحمل.

خلال الدورة الشهرية، تكون مستويات هرمون الإستروجين والبروجيسترون منخفضة في الجزء الأول من الدورة الشهرية، ثم ترتفع في فترة التبويض وتنخفض في نهاية الدورة الحيضية.

بعد الإخصاب مباشرةً يبدأ جسم المرأة بإنتاج هرمون الحمل أو المعروف بالـ HCG ، والذي يقوم بحثّ المبيضين على إنتاج المستويات الأعلى من الإستروجين والبروجيسترون، المطلوبة من أجل تثبيت الحمل.

بعد تلقيح البويضة بـ 8 إلى 10 أيام يبدأ إفراز هرمون الحمل، وذلك يتم تحديداً بعد إنغراس البويضة في بطانة الرحم وليس قبل ذلك.

تحليل هرمون الحمل أو HCG

يساعد هرمون HCG على المحافظة على البويضة بعد التبويض، من خلال فرز هرمون البروجيسترون أثناء الأسابيع الأولى للحمل.

HCG هو الهرمون الذي يتم قياسه بفحوصات الحمل المنزلية. في حالة وجود الهرمون فإن نتيجة الفحص تكون ايجابية. كما يمكن قياسه مخبرياً لنتائج مضمونة أكثر. كما أنّ مستويات الـ HCG ترتفع بشكل كبير في الشهرين الثاني والثالث من الحمل طبعاً ضمن المعدل العام.

هذا الهرمون يتركز في الدم مع الوقت وتصل نسبته إلى 100 ملى وحدة عند موعد الدورة المتأخرة وتتضاعف نسبته كل 48 ساعة حتى يصل إلى ملى1200 وحدة. ثم تتضاعف النسبة كل 72 ساعة حتى يصل إلى 6000 ملى وحدة ثم تتضاعف النسبة كل 4 أيام وتصل أعلى نسبة للهرمون بعد 60-70 يوم من الحمل50000-100000ملى وحدة ثم تتناقص بعد ذلك.

ماذا يحدث عند إرتفاع وإنخفاض هرمون الحمل؟

ترتفع مستويات هرمون الحمل أثناء نمو الجنين، ومن الطبيعي أن تتضاعف كل يومين أو ثلاثة. في حال إنخفضت مستويات الهرمون بشكل سريع فقد يدل ذلك على توقع حدوث إجهاض أو أنه حدث إجهاض بالفعل.

أمّا في حين وجود مستويات غير طبيعية لهرمون الحمل، كأن يأخذ فترة طويلة ليتضاعف أو يكون أقل من المستوى الطبيعي، فهذا قد يدل على وجود حمل خارج الرحم.

كما أنّ معرفة مستوى هرمون الحمل، ما إذا كان مرتفعاً جداً يمكن أن يكشف لنا وجود حمل متعدد، توأم مثلاً.

هرمون البروجيسترون

هو هرمون أنثوي يفرز أثناء الحمل من البويضة بعد التبويض حتى الأسبوع 7-8 للحمل، ثم يتم إفرازه بواسطة البويضة والمشيمة معاً في الأسابيع 7-9. ثم تتولى المشيمة إفرازه من الأسبوع 9 وحتى نهاية الحمل. أما إذا لم يحدث التلقيح ينخفض مستوى هرمون البروجسترون وتحدث الدورة الشهرية.

من أهم وظائف هرمون البروجسترون نذكر:

-يعمل على إعداد جدار الرحم لإستقبال البويضة الملقحة والحفاظ على جدار الرحم والحمل.

-يحافظ على إرتخاء عضلات الرحم وبالتالي له دور في تسهيل الولادة.

-يمنع جهاز المناعة للأم من مهاجمة الجنين لأن الجنين يحتوى على خلايا غريبة عن الأم وهي خلايا الأب.

-يعمل على تكوين الهرمونات في الغدة فوق الكلوية للجنين.

فحص هرمون البروجسترون يفيد في دراسة مشاكل الخصوبة أو لمراقبة الحمل، معرفة إذا كان هناك تبويض أم لا للزوجة التي تعاني من صعوبة الحمل. وأثناء الحمل يراقب وظيفة المبيضين والمشيمة، ويتم قياس كميته بأخذ عينة من الدم وغالبا ما يفضل أن تكون نسبته أعلى من 11 للمرأة غير الحامل، في حالة إنخفاضه يجب على المرأة تناول أدوية تنشط التبويض. أما إرتفاعه عن المعدل الطبيعي فيشير إلى الحمل، أو ورم في المبايض أو الغدة الكظرية، أو فرط في إنتاج هرمونات الغدة الكظرية.

نصائح قبل فحص الهرمونات

قبل قيامك بفحوصات الهرمونات عليك القيام ببعض الخطوات البسيطة وهي:

-تجنبي الأكل والشرب لفترة من الوقت.

-يجب القيام بالتحليل بعد 3 ساعات من إستيقاظك من النوم، ما بين الساعة 8 و 10 صباحاّ.

-تجنبي التوتر العاطفي، إذ يجب أن تكوني في حالة من الهدوء والراحة قبل الفحص بنصف ساعة.

-تجنبي التمارين الرياضية والأعمال المنزلية الشاقة.

وختاماً، ننصح جميع من حولك والمحيطين بك، زوجك أو أهلك أو حتى أصدقائك معرفة كيفية التعامل معك خصوصاً في هذه الفترة حيث تكون الهرمونات في أوج تبدلاتها، التي من شأنها أن تسبب لك إضطراباً في المزاج والإكتئاب. وعليك بالمقابل الإبتعاد عن المشاكل وعدم إدخال نفسك في أمور قد تغضبك.