القاهرة – العرب اليوم
تشير نتائج دراسة جديدة إلى أن ظاهرة البدانة التي تنتشر بين الأطفال بين عمر سنتين و10 سنوات قد لا تعود فقط إلى النظام الغذائي الذي يعتمد على الدجاج والبطاطا المقلية، أو حتى التفسيرات الأخرى التي تربط البدانة بمدى حركة ونشاط الطفل، حيث يوجد عامل آخر يؤدي إلى انتشار ظاهرة سمنة الأطفال هو وصف مضادات حيوية لهم قبل بلوغ عامين.
إعطاء الرضع مضادات حيوية 4 مرات أو أكثر خلال الـ 24 شهراً الأولى من حياتهم يسبب زيادة الوزن نشرت الدراسة مجلة الرابطة الطبية الأميركية، واعتمد البحث فيها على السجلات الطبية لأكثر من 60 ألف طفل تردّدوا على مستشفى فيلادلفيا مرتين على الأقل خلال الـ 24 شهراً الأولى من حياتهم.
بينت النتائج أن الأطفال الذين تلقوا مضادات حيوية قبل عمر 23 شهراً تأثر مؤشر كتلة الجسم لديهم في مرحلة لاحقة من الطفولة، ويقيس هذا المؤشر علاقة الوزن بالنسبة للطول.
كشفت الدراسة أن 69 بالمائة من الأطفال الذين شملهم البحث تناولوا مضادات حيوية قبل عمر 23 شهراً، وأن 14 بالمائة منهم تلقوها قبل عمر 6 أشهر. وبينت النتائج أن ثلثي الأطفال تناولوا مضادات حيوية مثل البنسلين وأموكسيسلين لعلاج التهابات بكتيرية، وأن41 بالمائة منهم تلقوا مضادات حيوية واسعة المجال.
وأوضح الدكتور تشارلز بيلي المشرف على الدراسة أن: "المضادات الحيوية ضيقة المجال تقتل أنواعاً معينة من البكتريا، بينما تقتل المضادات الحيوية واسعة المجال البكتريا الطبيعية في الجسم، ولا يجب وصفها للطفل إلا إذا كانت العدوى خطيرة".
وترى نتائج الدراسة أن المزيد من المضادات الحيوية للطفل في عمر مبكر يعني مزيداً من انتشار ظاهرة السمنة بين الأطفال، خاصة من تلقوا المضادات الحيوية 4 مرات أو أكثر خلال الـ 24 شهراً الأولى من حياتهم. فالمضادات الحيوية تعيث فساداً في أمعاء الطفل، وتقتل البكتريا الجيدة، وتؤدي إلى زيادة وزن الطفل لاحقاً.