حمص - سانا
يمر معظم الأطفال بحالات ونوبات غضب قد تكون يومية وتختلف شدتها بحسب طبيعة الطفل وفيما يعتقد الخبراء أنها حالة طبيعية ومفيدة في حال لم تتحول إلى سلوك عدواني وعنيف يشكو معظم الأهل من فقدان السيطرة على طفلهم وعدم قدرتهم على التحكم بتصرفاته وردود أفعاله أثناء غضبه.
ويغضب الطفل حسب الاختصاصية النفسية زينة العلي عندما يساء فهمه أو يشعر أنه يتلقى معاملة غير عادلة أو لإخفاء مشاعر أخرى كالضعف وعدم الثقة بالنفس أو نتيجة تراكم مشاعر معقدة داخله كالإحباط والظلم والأذى فينفجر غاضبا إزاء حادث قد يبدو للأهل بسيطا ولا يستحق منه استجابة بهذا الحجم.
وتدعو الاختصاصية الأهل للبحث عن أسباب غضب طفلهم ومساعدته للتعامل معها بطريقة صحيحة لأن ذلك يجنبه أي شدة نفسية على المدى القصير ويعلمه كيفية حل مشاكله والتغلب على الانفعالات على المدى الطويل.
وتنصح الاختصاصية الأبوين بضرورة التواصل الدائم مع طفلهم لمعرفة الأمور التي تسبب له إزعاجا وتجنبها لمنع استفزازه وإثارة غضبه ومساعدته وتشجيعه للاعتراف أنه غاضب ومناقشته والاستماع له والتعاطف مع أسباب غضبه بدل الحكم عليه.
وتوصي الاختصاصية بضرورة مساعدة الطفل لتحسين صورته الذاتية وإعادة ثقته بنفسه لأن مشاعره السيئة حيال ذاته تسبب له غضبا وتوترا داخليا قد لا يظهره بشكل دائم مشيرة إلى أن غضب الأهل قد ينتقل إلى الطفل الأمر الذي يؤكد ضرورة أن يضبط الأهل انفعالاتهم ليكونوا نموذجا جيدا لأطفالهم.
وتدعو العلي الأهل للتفكير بردود فعل مناسبة لاحتواء غضب طفلهم وتصرفاته السيئة والابتعاد عن ردود الفعل العصبية والعدوانية واللجوء بدل ذلك إلى التزام الهدوء وإشاعة جو من المرح وتحويل غضبه إلى امور أكثر فائدة.
وتحذر العلي من تحدي الطفل والصراخ بوجهه أثناء غضبه أو محاولة التحدث إليه ومطالبته بمبررات لفعله أو ضربه والاستجابة بردود أفعال جسدية لأن ذلك يزيد من نوبات الغضب ويجعل الأمر خارج السيطرة ويعلم الطفل العنف.
وبالنسبة للأطفال الصغار أي تحت سن الرابعة تشير الاختصاصية إلى ضرورة تعليمهم كيفية السيطرة على غضبهم بأنفسهم كأن نقول لهم اذهبوا إلى غرفتكم لمدة عشر دقائق وعندما تشعرون بتحسن عودوا وانضموا للعائلة.
وتبين الاختصاصية أنه لا يجب معاقبة الطفل على مشاعر الغضب بل على تصرفاته السيئة أثناء غضبه فالطفل مثل الكبار تماما بحاجة للتعبير عن مشاعره ولا يجب محاسبته إلا اذا أظهر تصرفا سيئا أثناء الغضب.
وتشير إلى أن التهديد بالعقاب لا يجب أن يتم والطفل بحالة غضب لأن ذلك سوف يزيد غضبه وسيجعل الأهل فاقدي السيطرة تماما مبينا أن العقاب يجب أن يؤجل لحين هدوء الطفل.
وتقترح الاختصاصية تشجيع الطفل لرسم جدول وتعليقه على الحائط ووضع نجمة في كل مرة يبتعد فيها الطفل عن الوقوع في حالة غضب لمدة ساعة كاملة.