بيروت - وكالات
إذا شكّت المرأة بحب زوجها لها فإنها قد تفقد الثقة في نفسها : جمالها .. وحديثها.. ومعاملتها.. وأسلوب حياتها .. فلماذا لم يحبها.. يقودها ذلك إلى الشك في زوجها ، والشيطان الذي عجز عن دفع زوجها إلى تطليقها لن ييأس منها .. فتشك أنه متزوج بأخرى أو ينوي ذلك .. فيطال الشك دخوله وخروجه.. واتصالاته وسائر معاملاته .. وأيّ حياة يملؤها الشك تصبح مرهقة نفيساً مما يتعب الجسد فتصاب بالأمراض المختلفة . والزوج هو الآخر يعاني من كل ما سبق ، يجد من زوجته ما يكدر صفو حياته وحياة أبنائه . فما الخلاص إذن ، كيف الفرار من هذا الجـحيم الذي أساسه مجرد الشك؟ ما كان الشك ليقوى لولا وجود ما يدعمه ولو كان بدون قصد .. إن سلوكيات بسيطة يهملها بعض الأزواج كفيلة بإقناع الزوجة بحب زوجها لها ، وقطع الطريـق أمام أي شك وطرد سحابة أي سوء ظن . لعله من المهم أن نذكر أن الحياة الزوجية قد تكون سعيدة حتى وإن لم يكن هناك حب حقيقي بين الزوجين وذلك بمحاولة كل منهما إعطاء الآخر حقوقه التي منها إشعاره بمحبته واحترامه ، فعدم حب الآخرين لا يعني التنصل من الواجبات وسوء المعاملة وعدم الاحترام . فهذه الأعمال اليسيرة تحقق السعادة بإذن الله للزوجين وإن لم يكونا متحابين .. ولسوف تجد إيها الزوج من النتائج بإذن الله ما يبهرك .. وكنت تظنه ضرباً من الخيال . فتحين فرص هدوء نفسك وانشراح صدرك.. وقم بما تستطيع منها .. وحاول بما لا تحسنه .. لا تمكن الشيطان منك فيوسوس لك تفاهة هذه الأعمال وقلة نفعها .. أو أن أدائك لها يفقدك هيبتك لدى زوجتك ويفتح عليك باب (تمردها) وأنت في غنى عن ذلك.. إحذر الشيطان ، فأعظم أعوانه وأقربهم إليه من يفرق بين زوجين .. فاستعذ بالله منه دائماً .. وأرض الله عنك بتكوين أسرة سعيدة مترابطة متحابة .. ففي هذه الأسرة إعفاف لك ولزوجك وقطع للطريق أمام أبواب الفساد التي يفتحها الشيطان وتربية لأبنائك في الحضن المناسب . (حقق ما تستطيع من رغباتها) - تعرف على ما تحبه زوجتك فجاهد لتحقيقه وعلى ما تكره فابتعد عنه وابعدها عنه .. كم من الرغبات تحقق قمة سعادة الزوجة .. ولكن كيف يعرف الزوج وقد تراكمت فما عادت الزوجة تدري أيها تبدي ومتى وكيف ..؟ وكم من المشاكل أساسها عدم فهم أحد الزوجين للآخر . هناك سؤال بسيط لكنه يصنع في قلب زوجتك الكثير .. وسوف تلاحظ على الفور مدى سعادتها على وجهها : إنه سؤالك : ' ماذا تتمنين؟' اطرحه وأنت مبتسم صادق وبنبرة محبة ، لعلها لا تجيبك منذ البداية (ربما لأنها غير مصدقة للسؤال ظانة أنه مزحة ثقيلة أو نوع من الاستهزاء ..خصوصاً من الأزواج الذين لم يسبق لهم أن طرحوا مثل هذا السؤال .. أو كانت علاقتهم مع زوجاتهم متوترة ) لا تيأس أخي الزوج .. اصبر وكرر السؤال محافظاً على اتبسامتك بتواضع .. فمن تواضع لله رفعه .. لا يمكن أن أصور لك مدى كبرك في عين زوجتك وارتفاع شأنك عندها بهذا السؤال ، فكرر حتى تجيبك .. وثق أنها كلما أخرت الجواب وتظاهرت بأنها لا ترغب شيئاً أو لا تريد إلا سلامتك وسعادتك .. بقدر ما يدعو قلبها أن تصر أكثر في طلبها الإجابة ، وكن فطناً فما تأخرها إلا لتستيقن صدقك .. أو تمارس دلالها عليك ، وهو سلوكُ تحب أن تمارسه المرأة .. فاعطها المجال .. فمن لها غيرك ..؟! اسأل بين الفينة والأخرى وانتهز لحظات الصفاء والخلوة .. ومن الأفضل أن تسألها ثلاث أمنيات لتحقق لها واحدة حسب ما تستطيع منها ، إن هذه الطريقة تتيح لك الفرصة لاختيار ما تقدر عليه من بين الأمنيات الثلاث ، كما تتيح لك التعرف على رغبات زوجتك فتحققها لها على شكل مفاجآت فيكون لها وقع أكبر.. مع ملاحظة أننا لا نعني فقط الرغبات الحسية بل حتى المعنوية . سوف تفاجأ بأمور لا تخطر لك على بال .. فلا تهمل ما لا تراه هاماً أو ما تعده تافهاً .. وتذكر أنك تلبي ما تريده هي ، لا ما تريده أنت .. وأن طبيعتك وتكوينك يختلف عنها .. وأن من أهم المشاكل الزوجية تلك الأنانية التي تجعل كلاً من الزوجين يحقق للآخر ما يريده هو.. وما يراه هو ، ويهمل رغبات الآخر . لا تنهرهــــــا ! من أعظـم ما يثير غضـب المـرأة .. ويجعلها تصدر تصرفات لا عقلانية استشعارها بإذلال زوجها لها ، وكثيراً ما يفعل ذلك بعض الأزواج فإذا ما أمرها بشيء وطاوعته قال ممازحاً : ' رغماً عنك ' بعض النساء تعاند وتترك ما كانت تنوي فعله . فمن أراد الحـد من مشاكله الزوجية .. والعيش عيشة هنية .. فليلتزم عدم إشعار زوجته بأنها مهانة لديه بل يشعرها أنها معززة مكرمة .. فهي محبوبته وقرة عينه .. وهي أنيسته في حياته ورفيقته في دربه .. حتى وإن ترك شيئاً تحبه فهو بعذر كاره لتركه مرغُم على ذلك . وكما يكون الإكرام قولاً فهو كذلك فعلاً .. فتلبية احتياجاتها وعدم تأخيرها إلا بقدر يشعرها بقيمتها لديك . ثم الثناء عليها ، وما أدراك ما الثناء وفعله في قلبها ؟ إن الثناء من الأزواج له مذاق آخر .. لا يقاوم .. كالمغناطيس يجذبها إليك ..؟ ولا تنسَ الثناء عليها بين الفينة والأخرى أمام ذويها وذويك.. في حضرتها وغيابها .. وما أجمل أن تسمعها ثناءك عليها حيث لا توجد .. كأن يكون أهلك حاضرين لزيارتكم فتطلب منها كأس ماء ، وعند قيامها وبعد أن تخرج بحيث لا تراها وتسمعك هي تثني عليها كقولك : ' الحمد لله الذي رزقني زوجة رائعة .. لا حرمني الله منها ' وما شابه من ألفاظ .. افعلها ولن تندم بإذن الله . سحر الكلمات الجميلة : - أكثر من الكلمات الجميلة المحببة إلى نفس كل زوجة مثل ' إبقاك الله ' ' لا فجعني الله بك' وتفنن في إخراج تلك الكلمات بقوة وصدق ، لا تكن بارداً ، إن تصرفاً كذلك يسعد المرأة . - اصغ إليها : استمع إليها عندما تتحدث .. خصوصاً إذا كان حديثها عن مشكلة تمر بها ترغب منك مشاركتها الرأي والمشورة ، استمع إليها بكل جوارحك .. فالمرأة حساسة في مثل هذه المواقف . وضح لها مهما كان موقفك من المشكلة وقوفك معها ومؤازرتك بها .. حتى ولو كانت مخطئة .. نعم بين لها خطأها مع إشعارك بحزنك وتألمك لوقوعها فيه . وتفاؤلك بانفراج المشكلة ، لا تغضب منها فبعض الأزواج تأخذه الحمية لزوجته وخوفه عليها من المشاكل فيصدر ما يجرحها وما ذاك إلا لحبه لها.. لكن هذه الطريقة لن تنفع لا في حل المشكلة ولا في علاقتك مع زوجتك ، ثق أن الحب أمر خفي مواقفك تظهره .. وأهم موقت تتخذه عندما تتحدث زوجتك هو أن تستمع لها .. مجرد استماعك لها يريحها .. ولا تعجّل بالحل حتى تطلبه منك ، أعلم أن طبيعتك تكره تفصيلاتها المملة للحادثة وتفسيراتها الدقيقة .. لكن لا بأس اصبر.. فهكذا هي طبيعتها .. فأرض بها . - تزين لها : تزين لها دائماً .. وبالغ في الزينة وتزين لها بين الفنية والأخرى .. اجعلها تقف أمامك مندهشة ترخي طرفها حياءً منك .. ولا أظنك تعجز عن ذلك !! فكم لهذه الزينة من أثر فعّال على حياتكما الزوجية .. فسوف تجاهد زوجتك لتكون أفضل منك .. والله تبارك وتعالى يقول : ' ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ' والأهم أنك سوف تعف زوجتك في وقت أصبحت فتنة الرجال أشد فتكاً من فتنة النساء، ألا تتساءل ما سر مبالغة النساء في إبراز جمالهن عبر ذلك الحجاب الذي يطلق عليه زوراً مسمى (حجاب) فيتفنن في ارتداء ما يثير الناظر ، إنها الرغبة في الفوز بإعجاب الآخرين بها . فعندما تتزين أنت فإنك تكون قد تجاوزت مرحلة الإعجاب بزوجتك والرغبة فيها إلى محاولة كسب إعجابها هي .. مما سيصرفها وبسهولة عن محاولة جذب اهتمام الآخرين (إن كانت من المبتلين بذلك ) .. فقط عندما يكون تزينك لها وحسب .