بيروت ـ العرب اليوم
أن الرجولة التي تحتاجها الفتاة هي التميز ببعض الصفات الثابتة القوية البعيدة عن الضعف والدلال الذي هو في غير مكانه الصحيح. فمنذ أن خرجت الفتاة إلى سوق العمل وبدأت بالاختلاط بالجنس الآخر وتحمل المسئولية، أصبحت مطالبة بالصلابة والقوة في اتخاذ القرارات وفي التعامل مع الآخرين بطريقة تضعها موضع الاحترام والتقدير وتضمن عدم استغلالها كونها فتاة.
إن معنى الرجولة التي يطالب بها كل إنسان لا يكمن في الصفات الذكورية، بل في الأخلاقيات العالية المثالية التي تعزز الشخصية وتميزها، وهذا ما تحتاجه فتاة هذا العصر من مؤهلات تدعم شخصيتها حتى تخرج للحياة العملية بأمان وثقة تستطيع بها أن تنخرط في سوق العمل وتتحمل المسئولية الجديدة التي وضعت على عاتقها.
وما نلاحظه في بعض المؤسسات وأماكن العمل العامة، تلك السندريلا التي تتصرف برقة متناهية وأنوثة كاملة، وطبعا مع الأزياء التي لا تليق بالعمل أبدا، بالإضافة إلى التصرف بدلال خارق يصل لدرجة أن تطلب من زملائها الذكور في العمل أن يساعدوها في كل مهمة تحتاج إلى بعض الجهد، أو حمل بعض الحاجيات لها بحجة أنها لا تستطيع، أو أن حذاءها لا يساعدها على القيام ببعض الأعمال المطلوبة منها.
لا بأس أن تحترم الفتاة أنوثتها وأن تتصرف بلياقة ورقة، لا أن تمتهن هذا الدلال وتحمله معها خارج المنزل إلى مكان عملها أو دراستها، لأنها ستجد نفسها عاجزة عن القيام بما هو مطلوب منها بكفاءة، فقوة الشخصية والاعتماد على النفس هما من أساسيات نجاح الفتاة في وقتنا الحاضر وارتقائها أعلى المناصب ومنافستها للرجل في بعض الأحيان، حتى أن الرجل في وقتنا الحاضر أصبح يهتم بالفتاة القادرة على تحمل المسئولية معه ومشاركته أعباء الحياة لا بالفتاة "اللعبة الجميلة" التي توضع على أحد رفوف المنزل للزينة فقط.
لذلك عزيزتي، أضيفي إلى جمالك وأنوثتك رجولة تساعدك على المشاركة في معركة الحياة الصعبة وكوني عونا لغيرك لا عالة.