الأطعمة المعلبة

تتميز الأطعمة المعلبة بكونها زهيدة الثمن وسهلة التحضير الا أنه من الضروري نشر الوعي حول بعض المخاطر التي ترافق استهلاك هذا النوع من الأطعمه والتي يكاد لا يخلو منها أي منزل .
 
يتم تعليب هذه الأطعمه وعلى اختلاف مصادرها النباتية والحيوانية بهدف حفظها لمدة زمنية طويلة بوضعها في عبوات محكمة الاغلاق ونادراً ما يُضاف مواد كيميائية حافظة وانما يتم تعريض المادة الغذائية لدرجة حرارة عالية .  
 
وبشكل عام تحتاج الأطعمة قليلة الحمض كالخضروات , المأكولات البحرية واللحم إلى التسخين على درجات حرارة عالية للقضاء على البكتيريا ولا يمكن توفير هذه الحرارة الا بآليات خاصة يستخدمها أصحاب المصانع المختصة بالتعليب , أما الأطعمة ذات التركيز العال من الحمض كالخضروات المخللة والفاكهة فيتميز تعليبها بسهولته اذ أن الحموضة تمنح الطعام حماية اضافية .
ولتحديد فيما اذا كانت الأطعمة المعلبة آمنة أم ضارة على صحة الانسان فلا بد من عرض سلبياتها وإيجابياتها كما يلي:
الإيجابيات
 
● تتميز الأطعمة المعلبة بسعرها غير الباهظ , إمكانية تخزينها لفترات تتراوح بين 1-5 أعوام وذلك بناء على عوامل عدة منها :
 
-  كمية الحمض الموجود في العبوة .  
 
- حفظها تحت ظروف ملائمة اذ يُوصى بحفظها في بيئة باردة وجافة ونظيفة.
 
 ● تحتوي بعض الأطعمة المعلبة على قيمة غذائية تعادل تلك التي تحملها الأطعمة الطازجة، على عكس الاعتقاد السائد بأن قيمتها الغذائية تتناقص بتعليبها اذ أثبتت دراسات حديثة أن هذه القاعدة لا تنطبق على جميع أنواع الأطعمه .  فعلى سبيل المثال يقلل التعليب من مستويات العناصر الغذائية الحساسة للحرارة كفيتامين (ج) ، إلا أن تعريض البعض الآخر لدرجات حرارة مرتفعة تزيد من قدرة الجسم على امتصاص المواد المُضادة للتأكسد كالبيتاكاروتين مما يجعلها بديلا صحيا عن الأطعمه الطازجة .
 السلبيات
 
● قد تحتوي بعض الأطعمه المعلبة في حالات نادرة جدا على مادة سامة تنتجها بكتيريا المطثية الوشيقية ( Clostridium Botulinum ) المقاومة للحرارة. وتتميز هذه المادة بأنها تسبب الإصابة بمرض يعرف بالتسمم الوشيقي
Botulism الذي يُعرف بأنه مرض شللي مميت، حتى وإن تعرض الانسان لتراكيز قليلة منه وللأسف فان الإصابة بالتسمم محتملة إن لم تكن العبوة سليمة ولذلك يُوصى بعدم تناول الأطعمة المعلبة اذا كان فيها أي تسريب , كسر ,انتفاخ أو لوحظ أي تلون أو رائحة غريبة لمحتوى العلبة بعد فتحها .
 
● تتلوث الأغذية المعلبة بمادة البيسفينول إيه Bisphenol A ) BPA ) وهي ﻣﺎﺩﺓ ﻛﻴميائية ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻃﻼء ﺪﺍﺧﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﺐ ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ للحد من الاتصال المباشر بين ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ والطعام ﺍﻟﻤﻌﻠب , كما تستخدم لزيادة صلاحية الطعام المعلب . عملت إحدى الدراسات على تفحص عدة أنواع من المعلبات لتحديد محتواها من هذه المادة , وتبين أن العديد منها يحتوي على تراكيز بسيطة من المادة ولا يحتوي البعض الآخر على أية تراكيز .
 
تصاعد القلق بشأن مدى خطورة هذه المادة على صحة الإنسان وخاصة باختلاطها مع الطعام  وبالرغم من أن ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ قد أجمعوا على ﺃﻥ ﺨﻄﺮ وجود هذه المادة في المعلبات ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺬﻛﺮ، إلا أن مجموعة اخرى اتفقت على ضرورة إعادة تقييم ما يسمى بالحد الأعلى من المستويات المسموح باستخدامها مادة البيسفينول ( أ )  اذ شاع في الآونة الاخيرة ارتباطها بالاصابة بالأورام الخبيثة فضلاً عن أمراض القلب واضطرابات النمو بالرغم من الحصول عليها بتراكيز ضئيلة .

  للوقاية من الآثار الجانبية لهذه المادة يُوصى بغسل الأطعمه المعلبة جيداً بالماء والبحث عن المعلبات الخالية من هذه المادة والحرص على عدم اطعام الاطفال الرُضع من المعلبات .