سلوكيات المراهقين السيئة وحلها في خطوات

التعامل مع الابن المُراهق، من أصعب التحديات التي تواجه الأباء والأمهات في رحلة نمو الأبناء، حينما يصل ابنك أو ابنتك إلى سن يشعرون فيه بأنهم يريدون أن يصل صوتهم للعالم أجمع، يُصاحب ذلك تغير سلوكي طفيف، يصبح العقاب هنا ليس حلاً علي اﻹطلاق!
تبعيات السلوك السيئ

إذا أردتِ أن تصلحي سلوك ما في ابنك المراهق، فيجب أن تتبعي خطوات معينة لتنجحي، ألا وهي:

    اعرفي المشكلة

قبل أن تحاولي تغيير سلوك ما في ابنك، ابحثي عن المشكلة أولاً، حدديها ثم قومي بحلها، هل المشكلة في أسلوب الكلام؟ هل في الألفاظ المستخدمة؟ أم حركة اليدين مع الكلام هي التي تضايقك؟.. اعملي على حل كل مشكلة على حدة، فهي مرحلة قاسية على أبنائك مثلما عليكِ.


    تعرفي على اهتماماته

يجب أن تكوني على دراية كاملة بما يشغل اهتمام ابنك..هل هو التليفون المحمول، أم التليفزيون، أم الإنترنت..إلخ، لكي تُعالجي المشكلة، يجب أن يكون هناك مُقايضة ما على شيء ابنك يحبه، استقطعي من وقتك لكي تتعرفي على اهتمامات ابنك، وما يحبه وما يكرهه. قومي بمنعه مما يهتم به حتى يتغير السلوك السيء، فمثلا إذا كان يستخدم في الكلام لغة سيئة دائماً، فستكون المُقايضة كالأتي: «لن تأخذ التليفون المحمول حتى تتوقف عن التكلم بهذه اللغة السيئة».. طريقة المقايضة تلك في حرمانه من شيء يحبه أو إعطائه شيء يرغب به، ستعطي ابنك الحافز لكي يُطيعك ويلتزم بقواعدك، حتى وإن لم يكن موافقاً على تلك القواعد.

    قواعد عامة

قد تعتقدين الأن أنكِ تمتلكين العصاة السحرية التي ستحل جميع مشاكل ابنك المراهق، لكن للأسف ذلك غير حقيقي، على الأقل ليس في كل الأوقات، كوني حساسة ومرنة في التعامل مع المشاكل، وأصلحي طريقة تعاملك معها مع الوقت.

        عامل الوقت.. لا يمكنك أخذ ما يهتم به ابنك لمدة عام مثلاً، وتتوقعي أنه سيظل راغباً به وعاملاً من أجله، كوني واقعية وخذي المسألة تدريجيا، فإذا أساء ابنك التصرف، قولي له لا مزيد من الألعاب الإلكترونية طيلة فترة المساء حتى تغير من سلوكك، وكلما كبروا كلما طال وقت العملية، فمثلاً المراهق ذو الـ13 عام قد يستغنى عن تليفونه المحمول لمدة يومان لا أكثر، لكن على عكس ذو الـ16 عاماً.. الذي قد يستمر لمدة أسبوع بدون مشكلة، الأمر أيضاً يتعلق بالإهانة.
        التكرار.. كوني على علم بأنكِ تهذبين سلوك ابنك، فليس بالضرورة أن يختفي هذا السلوك، فإذا ما حرمتيه من ألعابة في المساء ثم بعد يومان أعاد تكرار نفس السلوك السيء، كرري العملية حتى يتعلم أن السلوك الجيد سيأتي عليه بما يريد، والسيء سيتعسه.
        ابني لا يبدي أي اهتمام إذا ما أخذت منه تليفونه المحمول.. قد لا يكون التليفون المحمول بؤرة اهتمامه، أو قد تكون خطة ذكية من ابنك ألا يظهر نقاط ضعفه تجاه أشياء معينه، في بعض الأحيان يقوم المراهقين بأشياء فقط لإزعاجنا، ابنك لا يريد أن يعطيكي إحساساً بالرضا بكونه متشوق لتليفونه المحمول، كوني ثابتة على موقفك ولا تحيدي عنه واصرّي ألا يكون هناك تليفون محمول حتى يغير من سلوكه في الوقت الذي تحددينه، حتى يستطيع الحصول عليه مرة أخرى.
        استمعي واصغي جيداً.. استمعي لكل كلمة يلفظ بها ابنك -خاصة «البرطمة»- فكلامه يُظهر ما يخفيه من صراعات بداخله، ثم تكلمي معه عن ما يضايقه وساعديه، حتى يعرف أنه يمكنه أن يلجأ إليكِ في أي وقت، وأنكِ ستحتويه وتُسانديه.
        تحلي بالصبر.. أحياناً يكون الصبر هو أفضل الطرق لحل المشكلة، وتذكري دائما أن المراهقين ثوريين، ومن الممكن أن يقوموا بأشياء فقط لإزعاجك، فإذا كان السلوك السيء أو التصرف صغير ولا يزعجك حقا، فتجاهليه.. وإذا ما تطور الجئي إلى الاستماع ثم أساليب العقاب.
        كوني مثالاً أعلى.. اعملي ما تأمرينه به، فإذا كان يزعجك صراخ ابنك، فلا تصرخي أنتِ، اعطي ابنك مساحة يتحرك فيها، فلا تكوني له بالمرصاد كلما أخطأ، إذا ما التزم بالقواعد، شجعيه بإظهار أن ذلك هو السلوك المتوقع منه، وكافئيه أيضاً بساعة إضافيه من التليفزيون على سبيل المثال