واشنطن ـ لبنان اليوم
بينما يستخدم الخرز الملون اللامع في زخرفة وتطريز الملابس، فهناك مشهد مشابه على بعد 45 مليون سنة ضوئية، يتجسد في مجرة حلزونية تبدو مثل حبات من الخرز الملون التي تزين كوكبة تقع في نصف الكرة الشمالي، تسمى «Berenice›s Hair» أي «شعر برنيكي»، تكريماً للملكة المصرية» برنيكي الثانية (266 - 267 قبل الميلاد). والتقطت صورة لهذه المجرة التي تسمى «NGC 4455» بواسطة كاميرا متقدمة في تلسكوب هابل الفضائي، التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، التي وضعت الصورة على موقعها في مطلع الشهر
الجاري، تذكيراً بالكوكبة التي تقع داخلها هذه المجرة.وقالت الوكالة الأميركية في تعليق مصاحب للصورة، إنّ هذه الكوكبة هي الوحيدة التي سميت باسم شخص حقيقي من التاريخ تكريماً له، وهي الملكة «برنيكي الثانية»، زوجة الملك بطليموس الثالث، والمولودة في مصر سنة 280 قبل الميلاد، والتي حكمت مصر، نيابة عن زوجها، إبان الحرب السورية التي قادها ضد الملك أنتيوخوس الثالث.ويبدو أنّ هناك علاقة بين شكل المجرة التي تبدو مثل حبات الخرز التي تزين الكوكبة، والقصة الأسطورية التي ارتبطت بالملكة «برنيكي» الثانية، التي اشتهرت
بجمال الشعر، غير أنّ ذلك لم يمنعها وفق الأسطورة من التضحية بخصلة شعرها وتقديمها قربانا للإلهة «أفروديت» أملاً في عودة زوجها من حملته بسلام.وتقول الأسطورة التي نقلها الموقع الإلكتروني لـ«ناسا»، إنّ الخصلة اختفت من المعبد وفُسّر ذلك بأنّها صعدت إلى السماء لتصبح نجماً يحمل اسم الملكة.ويقول د.محمد غريب، أستاذ التاريخ اليوناني والروماني في جامعة الزقازيق لـ«الشرق الأوسط»: «إنّ عالم الفلك والرياضيات اليوناني كونون ساموس هو من وثّق هذه الأسطورة بتسمية الكوكبة السماوية باسم (شعر برنيكي)، ثم احتفى شاعر
البلاط الملكي (كاليماخوس) بهذه التسمية في قصيدة شعرية، كانت موضعاً لسخرية الشاعر الإنجليزي ألكسندر بوب (1688 - 1744) الذي اشتهر بقصائده الهجائية، والذي كتب قصيدة يسخر فيها من هذه الأسطورة.ورغم أنّ العرب أطلقوا على هذه الكوكبة اسم «الهلبة»، فإنّ الاسم العلمي الذي ارتبط بها هو «شعر برنيكي»، نسبة إلى تسمية (كونون ساموس)، كما يؤكد د.غريب.وتعد المجرة التي تبدو مثل حبات الخرز الملون من أبرز علامات هذه الكوكبة الشمالية، وقد اكتشفها في أبريل (نيسان) عام 1785 الفلكي البريطاني ويليام هيرشل، وضمها الفلكي البريطاني «جون لويس إميل دراير» عام 1888 إلى الفهرس العام للسدم والعناقيد النجمية، الذي يحتوي على سبعة آلاف و840 جرما سماويا في نصف الكرة الشمالي وُصفت بدقة كبيرة، وتعرف بأجرام NGC.
قد يهمك ايضا:
الثقب الأسود الأكثر شهرة يُطلق أشعة من الجزيئات مخالفة لقانون الفيزياء
خبر سار مِن "آبل" في 2020 لمُحبّي هواتف "آيفون" متوسّطة التكلفة