مرصد "بيير أوجر" في الأرجنتين

يعتبر التطلع إلى النجوم التي تتلألأ ليلاً في قلب السماء المظلمة من الأنشطة التي تثير البهجة في الأمسيات الصيفية، ولكن في الوقت الذي تنظر فيه إلى مجموعات النجوم المختلفة والشهب التي تضيء السماء، فإنك تتعرض لقصف دائم من أشعة كونية غير مرئية.

وتتكون بعض الأشعة الكونية من جزيئات ذرية ثانوية، وتحتوي على قدر هائل من الطاقة لدرجة أنه يطلق عليها اسم "جزيئات يا إلهي"، غير أن العلماء لا يعرفون في حقيقة الأمر المصدر الذي تأتي منه هذه الجزيئات، ومن أجل المساعدة في تعقب أثرها، أطلق علماء فيزياء في الولايات المتحدة مشروعًا علميًا واسع النطاق بمساعدة عامة المواطنين، يتم خلاله استخدام كاميرات الهواتف المحمولة وتطبيق إلكتروني خاص لجمع البيانات.

وتحمل الجزئيات الفضائية الغامضة قدرًا من الطاقة يزيد بواقع عشرين مليون مرة عن الطاقة التي تستطيع وسائل تسريع حركة الجزيئات على كوكب الأرض توليدها. بمعنى آخر، فإن تسريع حركة البروتون ليصل إلى سرعة جزيئات نفسها "يا إلهي" داخل أقوى جهاز لتسريع حركة الجزيئات في العالم، فلا بد أن يكون النفق المغناطيسي الدائري الذي تتحرك داخله تلك الجزيئات بطول مدار الأرض حول الشمس.

ويعتقد فريق دولي من الباحثين في مرصد "بيير أوجر" في الأرجنتين مهتم بدراسة الأشعة الكونية ذات الطاقة فائقة القوة أن بعض المجرات النشطة مثل "سنتاوروس إيه" قد تكون مصدر تلك الأشعة.

قام فريق من الباحثين تحت رئاسة الفيزيائي دانيل وايتسون، من جامعة كاليفورنيا بتوظيف مستخدمي الهواتف المحمولة للبحث عن الذرات الفضائية الغامضة من خلال تطبيق إلكتروني يحمل اسم "كرايفس"، وتستطيع كاميرات الهواتف المحمولة رصد الجزيئات الذرية الثانوية والفوتونات ذات الطاقة العالية التي تتحرك داخل الأشعة الكونية.

ويقول وايتسون، "إذا ما شاهدنا إحدى جزيئات (يا إلهي)، فإننا لا نتعلم الكثير"، مضيفا أن "هذا التطبيق سوف يخبرنا من أين تأتي إلينا من السماء، ولكن إذا كان لدينا قاعدة واسعة من المستخدمين، فسوف نرى عشرة أو مائة أو ألفا من هذه الجزيئات، وعندئذ يمكننا أن نبدأ في معرفة من أين تأتي على وجه الدقة، مما يعطينا دلائل بشأن ماذا أو من الذي يصنعها".

ويعمل التطبيق "كرايفس" عندما يكون الهاتف متصلًا بمصدر كهرباء وفي حالة عدم استخدامه في إجراء مكالمات، ويتعين تغطية العدسة بشريط عازل للضوء ثم توجيهها ناحية السماء.

وعندما تسقط الجزيئات على وحدة الاستشعار بالكاميرا، فإنها تصدر وميضًا في صورة بكسل على خلفية سوداء، ويستخدم الهاتف خاصية تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (جي بي إس) لتحديد مكان سقوطها، ثم يتم إرسال البيانات عبر نظام الشبكات المحلية اللاسلكية (واي فاي) إلى أجهزة خوادم خاصة لجمع البيانات.