واشنطن - لبنان اليوم
مع استعداد بريطانيا لتكثيف تركيزها على الكيفية التي تقوم بها بتنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى، فإن فيس بوك يقوم بخطوة هامة فى الدور الذى يلعبه فى تقديم الإعلام للرأى العام البريطاني ، وكيفية عمله فى صناعة الميديا بالبلاد. وقال موقع "تك كرانش" أطلق موقع التواصل الاجتماعى خدمة "فيس بوك نيوز" فى بريطانيا، التى تصبح أول سوق لفيس بوك خارج الولايات المتحدة لبوابته الإخبارية، ويتم الدخول إليها من خلال نافذة فى الاندرويد أو iOS.
وستنطلق البوابة بمحتوى من مئات وسائل الإعلام المحلية والوطنية من بينها القناة الرابعة الإخبارية، ومجموعة دايلى ميل، وفاينانشيال تايمز، وسكاى نيوز والتليجراف. وكانت قائمة سابقة تم الإعلان عنها العام الماضى قد شملت أيضا مواقع الجارديان والإندبندنت والإيكونوميست والمئات من المواقع الإخبارية المحلية.
وكما هو الحال فى النسخة الأمريكية، سيقدم للمستخدمين قائمة من أبرز القصص الإخبارية فى اليوم، وقائمة من القصص المخصصة بناء على المصادر الإخبارية التي ربما يقوم المستخدم بمتابعتها أو وفقا لاهتماماته. وسيكون هناك أقسام إخبارية للرياضة والترفيه والصحة والعلوم والتكنولوجيا. ويمكن أن يشير المستخدمين إلى الموعد الذى يفضلون فيه الأخبار ومتى يرغبون فى إخفائها، من أجل تدريب أفضل للخوارزميات.
وأكد فيس بوك أنه سيعمل مع خدمة تسمى Upday من أجل انتقاء وتنظيم القصص التي ستظهر على النيوز. وقال متحدث باسم الشركة أن المنتج مزيج من أبرز القصص المنتقاة وروابط مفضلة يتم اختيارها من قبل الخوارزميات. ويبدو أن خدمة UPday هى تعاون مشترك بين الناشر الألماني "أكسل سبرنجر" و"سامسونج"، والتى تدير أيضا خدمة إخبارية على الهواتف التي تقوم بتشغيلها.
ولم يتضح الشروط المالية للاتفاق بين فيس بوك و"أب داى". لكن التقارير تشير إلى أن الصفقات التي يتوصل إليها فيس بوك مع الناشرين لوضع محتواهم على خدمة النيوز الخاص به تصل معا إلى عشرات الملايين من الاسترلينى، حيث يجنى كبار الناشرين الملايين سنويا من هذه الاتفاقيات. وفى حين أن هذه الأرقام قد تبدو هذيلة مقارنة بما يجنيه فيس بوك من عائدات إعلانية سنويا، والتي تصل إلى عشرات المليارات ربع سنويا، فإنها تمثل مبالغ كبير لصناعة الميديا المحاصرة فى بريطانيا ويقول فيس بوك إنه يستهدف من بوابته الإخبارية الجديدة تقديم مزيج أكثر توازنا ومخصصا من الأخبار للناس، يتجاوز ما قد يشاهدونه على صفحاتهم، مع إمكانية تكييفها أيضا مع اهتمامات المستخدمين.
ومن المفيد أن "فيس بوك نيوز" يقدم طريقة أخرى لفيس بوك، من أجل مواصلة تنويع نفسه بعيدا عن "النيوز فيد" العادى لهؤلاء الذين سئموا من شكله التقليدي، فالآن يصبح بإمكان الناس الدخول إلى تطبيق فيس بوك من أجل تصفح الأخبار أيضا. وكان التوسع الدولى لفيس بوك منتظرا منذ فترة طويلة. ففقد تم إطلاق فيس بوك نيوز لأول مرة كاختبار فى الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، وتحديدا فى أكتوبر 2019، قبل أن يتم أتاحته لكل المستخدمين فى يونيو الماضى.
ولم يعلن فيس بوك عدد المستخدمين للنسخة الأمريكية من فيس بوك نيوز، أو التواصل عليه، بينما اكتفى المتحدث باسم الشركة بالقول أنه ينمو بشكل ثابت ولم يتضح سبب هذه الفجوة الطويلة بين أولى محاولات فيس بوك فى مجال التصفح الإخبارى فى الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن فيس بوك سعت لتأمين المزيد من صفقات الترخيص هذه فى هذا السوق.
ويأخذ إطلاق بوابة إخبارية جديدة برسالة مصممة لمساعدة الناشرين، بعد جديدا عند التفكير فى أن فيس بوك كان فى مرمى المنظمين فى أوروبا، الذين طالما دققوا فى حجم شركات التكنولوجيا الكبرى. وفى بريطانيا، تأخذ هذه الجهود ر قريبا شكل وحدة سوق رقمية جديدة لدعم التنافس، والتى ستعيد فحص دور شركات مثل فيس بوك وجوجل فى الإعلان والإعلام وأكثر وسيتبين فى الفترة القادمة ما إذا كانت هذه الخطوات التنظيمية ستؤثر على الطريقة التي تعمل بها خدمات مثل فيس بوك نيوز أو تخفيض العائدات واستخدام البيانات الذى يتم مشاركته مع الشركاء فى صناعة الأخبار.
قد يهمك أيضا :
الشركات التكنولوجية الرائدة تستغل "كورونا" لمحاولة تفادي ضريبة الخدمات الرقمية