بغداد - نجلاء الطائي
أطلق رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الخميس، مشروع تبسيط الإجراءات، خلال حفل نُظّم في بغداد بحضور الوزراء ورئيس مجلس القضاء الأعلى ورؤساء الهيئات الدبلوماسية ومنظمات المجتمع المدني.
وأوضح العبادي، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه مدير مكتب رئيس الوزراء مهدي العلاق، قائلًا: "على بركة الله نطلق اليوم مشروعا وطنيا حضاريا طموحا على طريق الإصلاح الإداري ويخدم كل العراقيين ويتجاوز الحدود الفئوية إلى فضاء الوطن الأرحب، ونحن ندرك أن المهمة ليست سهلة وتحتاج إلى جهود كبيرة ومتابعة مستمرة، لكننا لابد أن نبدأ وقد بدأنا بهذه الخطوة العملية على طريق خدمة المواطنين وكل جهد يشارك في بناء العراق".
وأكد أنَّ "المشروع النابع من برنامجنا الحكومي، يشمل تسهيل تسجيل الشركات العاملة في مجال البناء والاستثمار إضافة إلى المعاملات الخاصة بالحقوق التقاعدية لعوائل شهداء القوات الأمنية والحشد الشعبي بمساعدة فرق ميدانية"، وتابع إنَّ "انشغال الدولة ومؤسساتها بالتصدي للتطرف وتحديات بناء مؤسسات أو تحديث الأطر القانونية اللازمة للإصلاح، قد أعاقت هذه الجهود لكنها يجب أن لا تمنعنا من المضي بالمشاريع المدنية والحضارية".
وأشار إلى أنَّ "تأخير انجاز معاملات المواطنين في دوائر الدولة حالة مرفوضة تماما، وقد وجدنا الكثير من الحلقات الزائدة والإجراءات الروتينية التي تتسبب في ضياع الكثير من الجهد والوقت من أجل إصدار وثيقة رسمية أو استحصال إجازة عمل، ولذلك أطلقنا حملة واسعة في جميع مؤسسات ودوائر الدولة تهدف إلى تبسيط الإجراءات وتسريع انجاز المعاملات بالشكل الذي يليق بشعبنا ووطننا، وعبر إطلاق مشروع نابع من برنامجنا الحكومي لتبسيط الإجراءات بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات".
وأضاف العبادي أنَّ هذا المشروع هو بداية لنهاية الروتين والحلقات الزائدة التي ترهق المواطن البسيط وتبدد وقته خلف شبابيك الانتظار من أجل استصدار وثيقة رسمية أو انجاز معاملة تقاعدية لموظف أو حقوق لعائلة شهيد، أو إجازة عمل لمشروع استثماري واقتصادي.
وتابع: "تاريخيا جاءت الدولة لسد حاجة المجتمعات والشعوب، ولحماية حقوق كل فرد فيها، ومن هذا الأساس تكتسب الدولة شرعيتها، كمقدمة خدمات للشعب، ولكن للأسف طوال السنين، هذه الفكرة لم تتغير فقط ولكنها قد نقضت تماما، والآن من الضروري إعادة النظر في فهمنا بشأن هذه العلاقة بين الدولة والمواطنين، وعندما نتحدث عن تبسيط الإجراءات نحن لا نتحدث فقط عن تقليل الوقت الذي يستغرقه للأفراد الحصول على وثائق أو تراخيص أو تطبيقات كاملة، بل نحن نتحدث عن العودة إلى التفاهم الأولي بأن هذه الدولة تشكلت لمساعدة الناس من أجل أن يتمكنوا من تطوير أنفسهم"
وعن بدايات المشروع قال العبادي: "قبل أكثر من ستة أشهر بدأ فريق كبير ومتخصص العمل بصمت على تنفيذ هذا المشروع بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات لتسهيل انجاز المعاملات بشكل سريع ويليق بأبناء شعبنا ويحفظ احترامهم وهيبتهم ولتكون الوظيفة خدمة وليس امتيازا".
واستدرك: "إنَّ هذا الفريق عمل على إنشاء نافذة الكترونية تسمى "ابدأ معاملتك في بيتك"، وتضم المرحلة الأولى منها؛ 394 خدمة تقدمها أكثر من 20 وزارة وهيئة، مما يمكن المواطن من تجنب تكرار الزيارات للدوائر من خلال الاطلاع على جميع المستمسكات والخطوات المطلوبة لانجاز معاملته، موجها الشكر للجهود التي أسهمت بإطلاق هذا المشروع الريادي الذي يخدم الوطن والمواطن".
ودعا رئيس مجلس الوزراء علماء الدين والسياسيين كافة ومنظمات المجتمع المدني والصحافيين والمثقفين والفنانين إلى دعم هذا المشروع الوطني والحضاري لكونه لا يخدم فئة معينة ولا شريحة واحدة، وإنما يصب في خدمة الوطن وحاضر ومستقبل العراق، ودعا وسائل الإعلام الوطنية لمساندة هذا الجهد الوطني عبر بث المواد التي تساعد على إشاعة ثقافة التعاون بين الموظف والمواطن وإزالة الروتين والحلقات الزائدة والتوعية بأهمية التعامل الحضاري والإنساني الذي يتضمنه هذا المشروع.