مركبة تابعة لمهمة "اكزومارس 2016"

بعد عقبات تتالت في السنوات الاخيرة، باتت مهمة "اكزومارس 2016" الفضائية جاهزة للانطلاق في الرابع عشر من الشهر الحالي من قاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان، وهي مهمة مشتركة بين اوروبا وروسيا ترمي الى دراسة الغلاف الجوي لكوكب المريخ وتجريب هبوط مسبار اوروبي.

وتأتي هذه المهمة تمهيدا لمهمة اخرى "اكزومارس 2018" تقضي بارسال روبوت الى سطح الكوكب الاحمر لاجراء اعمال حفر وتنقيب فيه، لكن تلك المهمة التي كانت مقررة في العام 2018 قد تؤجل عامين، بحسب ما قال جان فورنر المدير العام لوكالة الفضاء الاوروبية في حديث لوكالة فرانس برس.

ويأمل العلماء من هذه المهمات ان يعثروا على اثار لحياة سابقة على المريخ.

وتشتمل مهمة "اكزومارس 2016" المشتركة بين وكالة الفضاء الاوروبية ووكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" على مركبة غير مأهولة "تي جي او" تلتقط اثار الغازات، وايضا على مسبار تجريبي للهبوط على سطح المريخ يحمل اسم "شياباريللي".

ومن المقرر ان تنطلق الرحلة الى الفضاء على متن صاروخ "بروتون" من قاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان، وبعد سبعة اشهر من السفر في الفضاء ينفصل المسبار "شياباريللي" عن المركبة ويهبط على سطح المريخ في التاسع عشر من تشرين الاول/اكتوبر.

اما المركبة التي ستبقى في مدار المريخ، فهي ستعكف على البحث عن اثار لغاز الميثان في الغلاف الجوي.

ويهتم العلماء كثيرا بالبحث عن غاز الميثان في اطار سعيهم للعثور على ادلة على وجود حياة، اذ ان 90 % من هذا الغاز في الارض مصدره النشاط الحيوي وخصوصا تحلل المواد العضوية، لذا فإن رصد جزيئات منه يمكن ان يشكل مؤشرا على وجود حياة جرثومية حالية على سطح الكوكب الاحمر، اذ انه لا يبقى لوقت طويل.

وسبق ان عثر المسبار الاوروبي "مارس اكسبرس" في العام 2004 على كميات صغيرة من هذا الغاز في المريخ.

وقال خورخي فاغو المسؤول العلمي عن المهمة "ستعمل المركبة تي جي او على تأكيد وجود هذا الغاز ومن ثم تحليله ومعرفة ما ان كان صادرا عن نشاط بيولوجي او انه منبعث من حركات جيولوجية".

- خطة بديلة -

اما مسبار الهبوط "سكياباريللي"، المسمى بهذا الاسم تيمنا بعالم فضاء ايطالي عاش في القرن التاسع عشر، فالهدف منها ان يعرف العلماء الاوروبيون كيفية الهبوط على المريخ.

وهو بحجم سيارة صغيرة، ومن المقرر ان يهبط في موقع على المريخ يسمى "ميريدياني بلانوم"، وهو المكان نفسه الذي هبط فيه الروبوت الاميركي "اوبورتشونيتي" في العام 2004.

ولأن "سكياباريللي" ليس مزودا بألواح شمسية، فستنفد طاقته في ما بين يومين واربعة.

اما المركبة غير المأهولة "تي جي او" فستقوم ايضا بدور وسيط الاتصال بين المسبارات العاملة على سطح المريخ، ومراكز التحكم في الارض.

واذا كانت الامور قد سارت على ما يرام في مهمة "اكزومارس 2016"، الا ان العلماء ليسوا متأكدين من ان مهمة "اكزومارس 2018" ستقلع في موعدها، بحسب فورنر.

فالميزانية المقدرة لها لم تكتمل بعد، بحسب فورنر الذي يرفض الكشف عن تفاصيل الارقام.

وسيطلب من الدول الاوروبية المشاركة في المهمة ان تبذل جهودا اضافية لتغطية النفقات، وسيطرح الموضوع للنقاش في الاجتماع الوزاري للدول الاعضاء في وكالة الفضاء الاوروبية المقرر عقده في كانون الاول/ديسمبر في سويسرا.

ويقول فورنر "المهمة ذات قيمة علمية كبيرة بحيث يسهل اقناع الدول بانها تستحق هذه الاموال".

الا ان مدير الوكالة الاوروبية لا يستبعد امكانية تأجيل مهمة العام 2018.

ويقول "ما زال امامنا الكثير من الامور، العمل المتبقي كبير جدا، لدي امل بان تسير الامور كما يجب، لكني بدأت افكر بخطة بديلة"، وهي ان اطلاق الرحلة في العام 2020.

ولا يمكن اطلاق رحلة الى المريخ في اي وقت كان، اذ ينبغي انتظار الوقت المناسب بحسب موقع المريخ للارض وبعدهما عن بعض.

وسيقوم المسبار بالتنقيب في سطح المريخ على عمق مترين، والتقاط عينات وتحليلها في مكانها.

ويأمل العلماء بالعثور على مواد عضوية قد تكون وجدت على كوكب المريخ قبل اربعة مليارات سنة، حين كان سطحه يشبه الى حد ما سطح الارض لدى ظهور الحياة عليه.