قوة ضغط الضوء

استطاع علماء الفيزياء ولأول مرة إثبات وجود أدلة على أن الضوء لديه قوة دفع ضاغطة وليست قوة سحب، وفي حين كانت معظم التجارب في السابق تقول أن للضوء قوة سحب.

ولتفسير هذا التفاعل بين الضوء والأوساط التي يتحرك فيها راقب العلماء حركة السوائل خلال مرور الضوء بها، وافترضوا أنه إذا تحركت هذه السوائل فهذا يعني أن الضوء يمارس عليها قوة دفع، وإذا لم تتحرك، فهذا يعني أنه يمارس بها قوة سحب.

ونقلت قناة  "روسيا اليوم" عن باحثين في هذه الدراسة قولهم، إنهم قاموا بنشر أول أدلة دامغة، تفيد أن الضوء يمارس قوة ضغط دافعة على الأوساط التي يتحرك بها.

ويقول العلماء، إن لهذه الدراسة الأخيرة نتائج هامة تساعد في فهم أفضل لطبيعة الضوء، فمنذ فترة طويلة كان من المعروف أن الضوء يحمل القوة اللازمة لتحركه، إلا أن هذه القوة كان من الصعب التعرف على طبيعتها، ولم يكن العلماء قادرين على تحديد ما إذا كانت تقل أم تزيد مع حركة الضوء خلال الوسائط المتعددة.

وقد بدأ العلماء مؤخرا في تطوير التطبيقات التي تستفيد من قوة دفع الضوء الضاغطة، وعلى سبيل المثال استخدام قوة الضوء الضاغطة في إشعال الاندماج النووي، ويمكن أيضا استخدام هذه القوة في تطوير تقنيات التلاعب البصرية، واستخدام ضغط الضوء لإعادة تشكيل الخلايا الحيوية، وفي مجال هندسة تكنولوجيا النانو.

يذكر أن النقاش الأول حول طبيعة ضغط الضوء على الأوساط التي يتحرك فيها يعود الى عام 1908، عندما توقع هيرمان مينكوفسكي المعروف بتطوير نظرية "الزمكان" في نظرية النسبية لأينشتاين أن للضوء قوة سحب، وفي عام 1909، تنبأ الفيزيائي ماكس أبراهام عكس ذلك تماما، أي أن للضوء قوة دفع ضاغطة.