واشنطن ـ العرب اليوم
تعرضت شركة إنتل لهجوم حاد وانتقادات لاذعة بعد اكتشاف ثغرتين خطيرتين بمعالجتها، تؤثران على معظم أجهزة الكمبيوتر حول العالم، وأصدرت الشركة الكثير من البيانات والتحذيرات، وفى خضم حالة الارتباك لم يلتفت الجميع إلى السؤال الأهم، وهو كيف تم اكتشاف الثغرتين، حتى تم الكشف عن هوية المطور الذى استطاع اكتشافهما، وعرف العالم أن شاب ألمانى، لا يتعدى عمره 22 عاما، كان السبب وراء اكتشاف العيب الأمنى الأخطر فى تاريخ رقائق الكمبيوتر فى التاريخ، متفوقا على فرق عمل كاملة مكونة من كبار الخبراء والمحللين.
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، اكتشف "جان هورن" الخطأ، الذى كان موجودا لأكثر من عقدين دون أن يلاحظه أحد تماما، عن طريق الصدفة أثناء قراءة كتيب خاص بالمعالج ومكون من ألف صفحة حول مشروع مختلف تماما.
إذ كان يحاول هورن معرفة ما إذا كان يمكن للمعالجات التعامل مع قطعة مكثفة من الأكواد التى ابتكرها العام الماضى، أثناء قراءته فى لبعض الكتيبات الصغيرة الخاصة بالمعالجات، وقادته أبحاثه إلى عملية تعرف باسم تنفيذ المضاربة - حيث تحاول الشريحة تخمين ما قد يطلب منها القيام به بعد ذلك، وتبدأ أداء هذه المهمة فى وقت مبكر من أجل زيادة السرعة.
وعند القيام بذلك تبدأ فى جلب البيانات من أجزاء مختلفة من الجهاز وتخزين تلك المعلومات فى ذاكرتها، واكتشف هورن حينها أنه حتى لو قامت الرقاقة بتخمين خاطئ، فإن البيانات التى حصلت عليها ستظل مخزنة، ومن المحتمل أن تكون عرضة للسرقة من قبل القراصنة الأذكياء.
ومن خلال العمل بمختبر زيرو بروجيكت فى زيورخ، قارن هورن الملاحظات مع باحثين آخرين قبل الإعلان عن اكتشافه، حيث يمكن خداع الرقائق لاسترجاع البيانات التى يختارها القراصنة، والتى يمكن بعد ذلك سرقتها.
وكان يعمل دانيال جروس، وهو جزء من فريق فى جامعة جراتس للتكنولوجيا فى النمسا، أيضا على اكتشاف الخلل فى ذلك الوقت، ولكن لم يأت إلى نفس النتيجة التى توصل إليها هورن سوى بعد أشهر من اكتشاف هورن.
واعترف جروس أن اكتشاف هورن فاجأه ، وقال: "كنا عدة فرق، وكان لدينا أدلة تخبرنا من أين نبدأ، بينما كان يعمل هورن من الصفر، لقد طور كل هذا بشكل مستقل، وهذا أمر مثير للإعجاب بشكل لا يصدق".
وأبلغ هورن شركة إنتل، ثانى أكبر صانع للرقائق فى العالم، جنبا إلى جنب مع زملائها المصنعين ARM و AMD فى يونيو الماضى، قبل أشهر من الهرولة لإصلاح الخلل المعروف الآن للعالم، والذى تدعى إنتل إصلاحه بنسبة 90%.