الصاروخ فالكون

اختتم رائدان اميركيان مقيمان على متن محطة الفضاء الدولية في مدار الارض، مهمتهما الثالثة الاحد خارج المحطة ونصب معدات ضرورية لالتحام مركبات اميركية ستنقل الرواد اعتبارا من العام 2017، وتنهي اعتماد الاميركيين على الروس في مجال الرحلات المأهولة.

ونفذ المهمة الرائد الاميركي باري ويلمور قائد محطة الفضاء الدولية ومواطنه تيري فيرتس، وهما عادا الى متن المحطة عند الساعة 17,30 ت.غ. من مساء الاحد بعد ساعات من العمل في الفضاء.

وكان الهدف من هذه المهمة مواصلة مد كابلات وآليات ستسمح بالتحام مركبتين خاصتين في المستقبل تبنيهما شركتا "سبايس اكس" و"بوينغ". وهذه المركبات ستحمل رواد الفضاء الى المحطة اعتبارا من العام 2017 بموجب عقود مع وكالة الفضاء الدولية (ناسا).

وكانت تلك المهمة الثالثة والاخيرة لهما في الفضاء خارج المحطة لهذه الغاية، علما ان المهمة الاولى نفذت في الحادي والعشرين من شباط/فبراير، والثانية في الخامس والعشرين منه.

ولم يسجل اي تسرب للماء في خوذة تيري فيرتس كما جرى في المهمة السابقة حين عاد تيري فيرتس الاربعاء الى غرفة تخفيف الضغط في المحطة مع باري ويلمور بعد ست ساعات و43 دقيقة امضياها يسبحان في الفضاء خارج المحطة عند الابلاغ عن حصول هذا التسرب لكمية صغيرة من الماء.

الا ان وكالة ناسا لم تلغ المهمة الثالثة ولم تؤجلها لاقتناع المهندسين بأن الانظمة الخاصة بالبزة الفضائية في حالة جيدة حاليا، فأعطت ضوءها الاخضر لهذا الخروج الثالث في الفضاء.

ومع انتهاء هذه المهمة ونصب المعدات اللازمة لالتحام المركبات الاميركية الماهولة في المستقبل القريب، تكون الولايات المتحدة خطت خطوة جديدة في طريق الاستقلال عن روسيا في مجال نقل روادها الى المحطة.

فمنذ خروج مكوكات الفضاء الاميركية من الخدمة في صيف العام 2011، باتت وكالة ناسا تعتمد بشكل كلي على صواريخ سويوز الروسية لنقل روادها من المحطة الدولية واليها، مقابل 70 مليون دولار عن الرائد الواحد.

لكنها عقدت شراكات مع القطاع الاميركي الخاص في مجال الرحلات الفضائية المدارية، وستبدأ ثمار هذا التعاون بالظهور في العام 2017 حين ستنفذ اول رحلة مأهولة على متن مركبة "سي اس تي-100" التي تصممها مجموعة بوينغ، والتي تتسع لسبعة رواد.

بعد ذلك ستليها مركبة دراغون التي تنتجها مجموعة سبايس اكس، وهي ايضا تتسع لسبعة رواد.

وسيبقى على الرواد المقيمين على متن المحطة الخروج الى الفضاء بضع مرات لوضع اللمسات الاخيرة على استعدادات المحطة لاستقبال المركبات الجديدة.

ومحطة الفضاء الدولية التي تسبح في مدار الارض على ارتفاع 400 الف متر هي ثمرة تعاون بين 16 دولة من بينها الولايات المتحدة وروسيا، ويتناوب على الاقامة فيها فريقان قوام كل منهما ثلاثة رواد، وفيها تقام تجارب علمية في ظل انعدام الجاذبية.

وفي كانون الثاني/يناير 2014 اعلنت الناسا ان مدة تشغيل المحطة التي وضعت في المدار العام 1998 وكلفت مئة مليار دولار، ستمدد اربع سنوات اضافية الى 2024، ثم حذت حذوها وكالة الفضاء الروسية في الايام الماضية.