وفقا لـ"تقرير رصد الأسواق العالمية للسلع الفاخرة" الصادر عن شركتي باين للإستشارات والجمعية الإيطالية لصناعة السلع الفاخرة، فإن إستهلاك السلع الفاخرة الشخصية سينمو بـ 5% فقط خلال العام 2014، حيث من المتوقع إن يبلغ 223 مليار يورو، أي قرابة 282 مليار دولار، وإذا حذفنا عوامل الصرف، فإن نسبة النمو قد تكون عند 2% فقط، وهي النسبة الاقل منذ 2009.

ووفقا للتقرير المذكور، رغم زيادة حجم الشرائية للسلع الفاخرة لدى الصينيين في نطاق العالم ب 10% ، لكن مستوى النمو شهد تراخيا مقارنة مع العام الماضي، كما أظهر إتجاها نحو الإستقطاب الثنائي، حيث كانت السلع الفاخرة الخفيفة والسلع الفاخرة الرفيعة الأكثر رواجا. وتوقع التقرير أن يشهد الإستهلاك المحلي الصيني للسلع الفاخرة أول تراجع له خلال العام الحالي، ومن المتوقع أن يتراجع بـ1%، وإذا حذفنا عوامل الصرف، قد تصل إلى 2%.

"في السابق كنا لا نفكر في أي شيء عند شراء السلع الفاخرة، أما الآن لم نعد نتطلع كثيرا لهذه السلع."في هذا السياق يقول أحد التجار الأثرياء بغوانغتشو أن سلوك شراء السلع الفاخرة مثل شراء المنازل، حيث يحبذ الناس شراء المنازل عند إرتفاع الأسعار وليس عند هبوطها.

"في ظل الوضع الإقتصادي العام غير الملائم، تراجع الحماس لشراء السلع الفاخرة." وفي هذا السياق يقول أحد تجار الملابس، يتردد دائما على أوروبا لشراء السلع الفاخرة، ان الإستهلاك الصيني قد تراجع بأكثر من النصف خلال هذا العام.

"هناك نقطة أخرى مهمة، وهي تراجع الطلب على تقديم الهدايا." في هذا السياق، يقول أحد التجار الأثرياء لم يرغب في الكشف عن إسمه، أن إستهلاك السلع الفاخرة على المستوى الشخصي تبقى محدودة بإستثناء الذين لديهم هواية جمع التحف، وغيرها من الهوايات. في الماضي كانت عادة تقديم الهدايا منتشرة كثيرا، في حين هذا النوع من المشتريات في الوقت الحالي.

ولتراجع إستهلاك السلع الفاخرة في الصين، قال تقرير باين أن ذلك يعود إلى إستمرار جهود الجهات الرسمية في ضرب الفساد المتعلق بالسلع الفاخرة والتخوف من فقاعة العقارات وتقدم أنماط التسوق لدى المستهلكين.

" يعود تراجع السلع الفاخرة، من جهة إلى ضعف الإقتصاد العالمي، ومن جهة ثانية إلى تأثير سياسة مكافحة الفساد في الصين." يقول رئيس غرفة تجارة السلع الإستهلاكية بمدينة غوانغتشو تشيويويهوا: "هذا التراجع يعبر في حقيقة الأمر عن عودة إستهلاك السلع الفاخرة المستوى العقلاني، وفي الحقيقة، شهد إستهلاك السلع الفاخرة في الأسواق الأوروبية والأمريكية عودة إلى المستوى الطبيعي بعد أن مرت بمرحلة نمو سريعة وعالية.

والصين بصدد دخول فترة طبيعية، لن تشهد مجددا نموا سنويا للسلع الفاخرة بـ50% حتى تضاعف معدلات النمو."