الانفجار النجمي

تمكّن علماء فضاء للمرة الأولى من مراقبة أربع صور لانفجار نجمي (سوبرنوفا) وقع بعيداً جداً من الأرض، حصلوا عليها بفضل ظاهرة عدسة الجاذبية التي اكتشفها العالم ألبرت آينشتاين، كما جاء في دراسة نشرتها مجلة «ساينس» الأميركية.
 
وتقوم فكرة عدسة الجاذبية على أن الأجرام الكبيرة تجذب الضوء إليها فتسبب انحناء فيه، فتقوم بما يشبه دور مكبر الصورة.
 
وانفجر هذا النجم قبل تسعة بلايين سنة، أي أن ضوء الانفجار استغرق تسعة بلايين سنة حتى يصل إلينا. وتسببت المجرات المجاورة بحرف ضوء الانفجار وتكبيره. وسبق أن تمكن العلماء من مشاهدة صور لأحداث فلكية جرت في عمق الكون وفي الماضي السحيق، بفضل انحناء الضوء الذي تسببه الثقوب السوداء، وهي أجرام ذات كتل هائلة تبتلع كل ما حولها بما فيه الضوء القريب منها. لكنها المرة الأولى التي يلتقط فيها العلماء أربع صور ناجمة عن ظاهرة تكبير الضوء بفضل مجرة. وقال الباحث في جامعة بيركلي الأميركية باتريك كيلي، الذي التقط هذه المشاهد أثناء أعمال مراقبة دورية: «فوجئت تماماً حين رأيت هذه الصور». ويسعى العلماء منذ عشرين سنة لالتقاط صور مماثلة.
 
وكان آينشتاين أول من تحدث عن هذه الظاهرة ضمن نظريته المعروفة بنظرية النسبية العامة. وقال الباحث في جامعة كوبنهاغن في الدنمارك إنيا فون دير ليندن: «كنا نراقب الضوء المنبعث من انفجار نجمي بعيد، لكننا لاحظنا وجود شيء غريب ونادر»، فالكتلة الهائلة لإحدى المجرات حرّفت ضوء الانفجار النجمي وكوّنت أربع صور منفصلة له على شكل صليب حول المجرة، بما يتوافق تماماً مع توقعات آينشتاين للأثر الناجم عن الكتل الفلكية الكبيرة على مسار الضوء.