اختراعات سورية

امتلأ معرض الباسل للإبداع والاختراعات، والذي يقام في معرض دمشق الدولي، بالمئات من الاختراعات الملفتة والمفيدة والمتطورة، لتبقى تلك الاختراعات "للعرض فقط"، بدون وجود من يدعمها أو يمول إنتاجها من قبل المؤسسات الحكومية أو الشركات الخاصة، وعلى الرغم من أهمية معظم الاختراعات الموجودة، التي تضاهي الاختراعات الأوروبية، وتتخطاها في بعضها، اجتمع معظم المبدعون السوريون في المعرض على مشكلة "عدم الدعم والاهتمام"، الأمر الأساسي الذي تحتاجه تلك الاختراعات التي من شأنها النهوض بسورية بشكل كبير.

وتحدث العديد من المشاركين  أنه "في حال دعم وتبني 50% فقط من الاختراعات، فإن سورية من الممكن أن تصل لمستوى بعض الدول الأوروبية في هذا المجال، فما بالك بدعم كافة الاختراعات الموجودة"، وكأحد المئات من الأمثلة، هو اختراع القبعة الإلكترونية للمكفوفين لصاحبها الشاب فراس عبود فإن المفاجأة كانت بعدم تبني ودعم المخترع حتى الآن، على الرغم من أهمية تلك القبعة وبساطة إنتاجها.

وتقوم القبعة الإلكترونية للمكفوفين على تحديد اتجاه العوائق للمكفوف عن طريق تطبيق على الموبايل صمم لهذا الغرض، عبر متحكمات هي بمثابة المخ عند الإنسان، وحساسات “الترا سونيك”، تقوم بإعطاء المكفوف تنبيه صوتي ومن ثم تحدد له وجهة العائق، ويشارك عبود باختراعه في معرض الباسل منتظراً الأفعال الجدية للنهوض باختراعه، بعيداً عن التشكرات والثناءات والصور المادحة له ولاختراعه فقط لا غير.

ويشهد معرض الباسل ازدحامات كبيرة عليه من قبل الزائرين الذين تفاجؤوا بما قدمه الشباب السوري من مشاريع، وصلت لحد إنشاء طائرات “درون” صغيرة متعددة الأنواع، وحتى أجهزة كشف ألغام وآليات حربية وإسعافية مسيّرة عن بعد، وعدة اختراعات عسكرية جاءت نتاج سنوات من الحرب.

ومن أبرز الاختراعات أيضاً التي لو دعمت وتم تبنيها لأحرزت نقلة كبيرة في الصناعات السورية، هي اختراع الشاب "عدي طوبال"  لروبوت طائر يقوم بتقديم الإسعافات الأولية للشخص في حال حدوث انفجار أو وجود الشخص في مناطق أعمال قتالية، وعن اختراع البيت السوري الذكي الخاص بجرحى الحرب، الذي يعتبر اختراع مساعد مهم للمصابين والمشلولين بشكل كبير، لو أنتج، فيقوم على التحكم بكافة معدات المنزل عبر جهاز تحكم صوتي أو جهاز للأمواج الدماغية.

وقال صاحب الاختراع "  لؤي كلثوم ل"أن “التحكم بالبيت بشكل كامل عن طريق التابليت أو عن طريق جهاز تحكم صوتي أو عن طريق جهاز للأمواج الدماغية لمن يكون لديهم شلل كامل، حيث يتمكن الشخص من تشغيل التلفاز أو تعبئة المياه أو إطفاء الأنوار والتحكم بمعظم المعدات في المنزل”.

وتضمن المعرض أيضاً اختراعات طبية كتقويم أرجل أطفال من التشوهات وجهاز إطالة وتر "آشيل" بدون جراحة، لصاحبه "آصف حسن"  والذي يعتبر الاختراع الأول في العالم من هذا النوع، فإطالة وتر “آشيل” لم يتم بدون جراحة سابقا، ومن الاختراعات الكثيرة التي تلفت الانتباه في المعرض أيضاً، اختراع اليد الصناعية الذكية عبر الطريقة ثلاثية الأبعاد، التي تتحرك عن طريق تحريك أصابع اليد عبر الألياف الضوئية.

الإضافة إلى اختراع طائرة "درون" لتنظيم الحشود البشرية عبر كاميرات ثابتة تقوم بتحليل الحشود التي تسير بمجموعات، وإرساله للعناصر التي مهمتها تنظيم الحشد، واختراع كرسي للشلل الرباعي والنصفي، واختراع منظومة إطفاء الحريق الخاصة بناطحات السحاب والقائمة على نظام الانزلاق من أسطح الناطحات.

وتنتظر تلك الاختراعات، التي تجذب الآلاف من الزوار، الدعم اللازم لها ولمخترعيها، من أجل إنتاجها ونشرها ببراءات اختراع سورية، الأمر الذي من شأنه النهوض بالمستوى التكنولوجي والصناعي في سورية بشكل كبير، من شأنه أن يضاهي الدول الأوروبية، في حال التوقف عن أخذ الصور والمباشرة بالدعم.