لندن ـ العرب اليوم
المبدأ الذي تقوم عليه هذه التقنية بسيط، إذ تعمل مصابيح LED الحديثة على إظهار أشعة ضوئية يتعذر رؤيتها بالعين المجرّدة. تلك الأشعة قادرة على نقل المعلومات التي يمكن إستقبالها بواسطة محطة إرسال واستقبال مركبة، الأمر الذي يمكن أن يمثل ثورة في عالم نقل البيانات. كما أن إستخدام الضوء في عالم الاتصالات سيجعل استخدام شبكة الانترنت أثناء السفر ممكناً كما وخلال السفر بالقطارات السريعة، وقد تتبادل السيارات التحذيرات بشأن الإختناقات المرورية أو الحوادث، ما سيؤدي إلى إرتباط أوثق بين البشر والآلات.بعد إزدياد إنتشار الإتصالات اللاسلكية التي تعتمد على موجات الراديو، إزداد معها بشكل كبير إنتشار الأجهزة التي تبث وتستقبل البيانات عبر الإنترنت، من خلال شبكات المحمول أو من خلال شبكات الـ "WiFi". تشير الأرقام والإحصائيات إلى إرتفاع غير مسبوق في كمية البيانات المعتمدة على الإنترنت كنتيجة طبيعية لزيادة أعداد الأجهزة المحمولة التي لها القدرة على الاتصال بالإنترنت وإرسال وإستقبال البيانات، إضافة الى الإنتشار المتزايد للهواتف الذكية المتصلة بالإنترنت وما تحتويه من مزايا متقدمة.وكل هذه الأسباب أدت الى زيادة غير مسبوقة في إستهلاك البيانات، وبالتالي زيادة الضغط على الشبكات اللاسلكية الحالية، ما جعلها عاجزة عن مسايرة هذا الكمّ الهائل من البيانات. تأتي تقنية "Li-Fi" كحلّ لهذه المشكلة، وذلك بفضل سرعتها الفائقة في نقل البيانات. تقنية الإتصال للإتصال بالإنترنت عن طريق تقنية "Li-Fi" يجب أن تكون المصابيح مضاءة. لكن هذا لا يشكل عائقاً كبيراً، فمثلاً الشركات والمصانع تستخدم المصابيح بصورة تقليدية أثناء فترة العمل، كذلك المنازل للإضاءة ليلاً. على رغم ذلك، ليس ضرورياً إضاءة تلك المصابيح أثناء فترة النهار، لأنه يمكن لهذه المصابيح تخفيض إضاءتها بحيث لا يمكن ملاحظتها، ومع ذلك تستمر عملية نقل البيانات ولكن بسرعة أقل. كلما كانت الإضاءة جيدة، كلما كانت سرعة نقل البيانات قويّة، وكلما كانت الإضاءة خافتة كانت السرعة أقل. كما أنه لا تحتاج تقنية "Li-Fi" إلى مصابيح من نوع خاص، لكن فقط إلى دمج رقاقة صغيرة داخل المصباح لبث البيانات. مع الإشارة إلى انّ هذه المصابيح يجب أن تعمل بتقنية LED ذات الضوء الأبيض. لإستقبال إشارة "Li-Fi" يجب إضافة رقاقة صغيرة لإستقبال البيانات، في الحاسوب وعلى الأجهزة، كما يمكن إلتقاطها عن طريق الكاميرا الرقمية الموجودة في الجهاز. مميزاتها الجدير ذكره أن أي مصادر إضاءة لا تشوّش على عملية نقل البيانات، لأن هذه التقنيات تعتمد على رقائق تقوم بعملية ترشيح وفلترة، تضمن عدم تأثر أيّ عملية نقل لبيانات، وبالتالي فإن وجود أي مصادر ضوء إضافية لا تقوم بأي تأثير يذكر على عملية نقل البيانات.تكون عملية نقل البيانات بإستخدام تقنية "Li-Fi" محصورة في المساحة التي يصلها الضوء، وبالتالي لن يتمّ تسريبها الى الخارج، ما سيفوت الفرصة على المخترقين والمتجسسين للوصول إلى جهازك أو هاتفك والإستيلاء على بياناتك. فهي لا تعتمد على موجات الراديو مثل باقي التقنيات الموجودة حالياً، ما يجعل التحكم بها وتوجيهها سهلاً للغاية. من أهم المميزات التي تقدمها تقنية "Li-Fi" أيضاً هي السرعة الهائلة في نقل البيانات التي تصل الى 1 غيغابايت، كون موجات الضوء المرئي ذات تردد أكبر من تردد موجات الراديو بمقدار 10000 ضعف.وتقنية "Li-Fi" لا تشوّش على أجهزة الملاحة والأجهزة الطبية والصناعية الحساسة، كما هو الحال مع تقنيات الإتصال المعتمدة على موجات الراديو، ولهذا فإنه بإستخدام تقنية "Li-Fi" الضوئية يمكن إستخدام الإنترنت عبر الهواتف والحواسيب المحمولة واللوحيات في المستشفيات والطائرات وحتى في المنشآت الصناعية الحساسة.وأحد أهم خواص الضوء هو القدرة على النفاذ خلال الماء لتردده العادي على عكس موجات الراديو التي لا تسطيع النفاذ خلال الماء، وبالتالي فإن تقنية "Li-Fi" تسمح بنقل البيانات تحت الماء وفي الأعماق.