قامت شركة أمازون سرًا بإزالة ميزة تشفير البيانات من على أجهزتها من الحواسب اللوحية “فاير” Fire، وأجهزة بث الوسائط، وأجهزة القراءة الإلكترونية “كيندل” Kindle مع التحديث الأخير لنظام التشغيل “فاير أو إس” Fire OS، وذلك في خطوة مستغربة في خضم الصراع على خصوصية المستخدمين بين الشركات والحكومات.

وبهذه الخطوة، التي أكدتها عملاقة التجارة الإلكترونية أمس الخميس، تصبح المستندات الخاصة، والبيانات المالية، وغيرها من المعلومات الحساسة الخاصة بالمستخدمين والمخزنة على أجهزتها عرضة للهجوم.

وكانت الإصدارات السابقة من نظام التشغيل التابع لشركة أمازون تسمح للمستخدمين بتشفير بياناتهم، ثم إن نظام التشغيل أندرويد – وهو ما يقوم عليه نظام “فاير أو إس” – يدعم ميزة التشفير افتراضيًا. ولكن مع آخر تحديث لنظام التشغيل سحبت الشركة هذه الميزة.

وتُستخدم ميزة التشفير غالبًا لحماية المعلومات المخزنة على الأجهزة، حتى وإن فُقِدت أو سُرِقت. وبدونها، يصبح مالكو الحواسب اللوحية “فاير” وأجهزة القراءة الإلكترونية “كيندل” عرضة لخطر سرقة بياناتهم الخاصة في حال سُرِقت أو قاموا برمي أجهزتهم.

وقالت متحدثة باسم أمازون في بيان: ” عندما أصدرنا Fire OS 5 في الخريف الماضي أزلنا بعض الميزات الخاصة بالشركات التي وجدنا أن المستخدمين لا يستعملونها”. وأضاف: “تفي جميع اتصالات حواسب فاير اللوحية مع خدمة أمازون السحابية بالمعايير العالية للخصوصية والأمن بما في ذلك الاستخدام الملائم للتشفير”.

ويُنصح المستهلكون عادةً بتثبيت التحديثات الجديدة عند توفرها، ذلك أنها غالبًا ما تعالج الثغرات الأمنية المكتشفة في الإصدارات السابقة. ومع ذلك، فهم الآن أمام خيارين، إما استخدام النسخة الجديدة من نظام التشغيل “فاير أو إس”، الذي يحمل الاسم الرمزي “بيليني” Bellini، أو الحفاظ على بياناتهم الشخصية آمنة.

ولا يبدو أن أمازون قد ذكرت أنها أزالت تشفير البيانات من نظام التشغيل “فاير أو إس” في أي من المواد العامة المتعلقة بالتحديث، الذي بدأ إصداره لمنتجات الشركة منذ أيلول/سبتمبر الماضي. ولم تُجِب الشركة على العملاء الذين يبحثون عن تفسير للتغيير فى منتدى دعم الخاصة بها.

ويُعتقد أن التغيير غريب لعدة أسباب، ليس أقلها أن أمازون تعهدت بدعم شركة آبل في معركتها العلنية مع مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI وفي رد أمر من المحكمة يلزمها بإنشاء باب خلفي يتيح الوصول إلى هاتف آيفون الخاص بمنفذ هجمات سان برناندينو الدامية.