موسكو ـ وكالات
مسبار "فينوس – اكسبريس" يرسل لغزا جديدا الى علماء الفلك. لماذا يزداد تسارع الغلاف الجوي لكوكب الزهرة باستمرار؟ ان مراقبة كوكب الزهرة خلال سنوات طويلة من على متن الاجهزة الفضائية، اضافت بدلا من اكتشاف اسرار ارتفاع حرارة الكوكب، لغزا جديدا. ان السر الرئيسي لكوكب الزهرة منذ ان ارسلت اليه مسبارات سوفيتية وامريكية (قبل رحلة غاغارين) يبقى دينامية كثافة غلافه الجوي، أي ما يسمى بـظاهرة " فرط الدوران - superrotation ". وبفضل عدد من البعثات الفضائية الناجحة، عرف علماء الفلك ان الغلاف الجوي للكوكب المتكون اساسا من غاز ثاني أكسيد الكربون يدور بسرعة هائلة، حيث يكمل دورة كاملة اسرع بـ 50 مرة من دوران الكوكب نفسه. كما ان الكوكب بغلافه الجوي يتميز بحركته الدورانية المعاكسة لحركة دوران الكواكب الاخرى. لقد اعتقد العلماء انهم سيكتشفون اسرار الكوكب، بارسالهم مسبار "الزهرة – اكسبريس" الذي يدور منذ عام 2006 حول الكوكب بمدار قطبي اهليلجي، وذلك لمعرفة اسباب سرعة الرياح وعلاقتها بدرجات ارتفاع خطوط العرض. ويلتقط هذا المسبار الصور للكوكب دون توقف باستخدام الاشعة تحت الحمراء والاشعة فوق البنفسجية. ان المسبار يقترب عند الدوران الى مسافة 250 كلم من القطب الشمالي للكوكب ويبتعد مسافة 66 ألف كلم من قطبه الجنوبي. إن هذا المدار البيضوي يسمح بالحصول على صورة متكاملة لغلافه الجوي في القطب الجنوبي ومتابعة حركة بعض الغيوم بهدف تحديد سرعة الرياح في اماكن مختلفة. يقول ايغور خاتونتسيف، الباحث الاقدم في قسم ابحاث الفضاء التابع لاكاديمية العلوم الروسية، لقد درسنا مئات الالاف من الصور التي إلتقطها المسبار، باستخدام الطريقة اليدوية والكمبيوتر. واضاف "لقد استخدمنا الكمبيوتر بعد ان ادركنا ان دراسة هذا العدد الهائل من الصور يدويا امر غير ممكن. ان تقييم السرعة لها الاولوية في هذه الحالة، لتعقد مورفولوجيا الغلاف الجوي للكوكب. وبسبب المسائل المتعلقة بمستقبل الاشعاعات وارتفاع درجة الضوضاء، اضطررنا الى اعادة المعايرة بصورة دورية. إن العمل اليدوي بسيط واكثر فعالية في معرفة تفاصيل الغلاف الجوي، إلا انه معقد جدا، لذلك استخدمنا الكمبيوتر". إن الشيئ الذي لم نكن نتوقعه هو اكتشافنا ازدياد سرعة دوران الغيوم منذ بداية مراقبتها عام 2006 ، حيث كانت 85 م ثانية واصبحت 119 مثانية. لقد توصل علماء من اليابان الى نفس النتائج، ويقول الباحث تورو كويام "بينت ابحاثنا ان سرعة دوران الرياح ازدادت بمقدار 75 كلمساعة خلال 225 يوما". كما لاحظ علماء روسيا واليابان، ان سرعة الرياح تتغير بصورة دورية، ارتباطا بوقت اليوم على الكوكب وارتفاع الشمس عن الافق. ويقول الباحث هوكان سفيدهيم "ان هذه اضافت اسئلة جديدة، وعلينا ايجاد جواب لها".