عمان - بترا
بينت دراسة أجراها مركز المعلومات والبحوث التابع لمؤسسة الملك الحسين، أن فاقدي السند الأسري من خريجي دور الرعاية يتعرضون للتمييز في عدة مجالات، منها الاسم، والوصمة، والزواج، والعمل، والتعليم، بالإضافة إلى افتقارهم للتهيئة المناسبة عند انتقالهم من دور الرعاية إلى مرحلة الاستقلالية.
وبحسب البيان الصادر عن المركز، اليوم الأثنين، أعلنت نتائج الدراسة خلال جلسة تشبيك مع إعلاميين تضمنت عرضا للمراجعات القانونية والإعلامية والأدبية، واستطلاعا للرأي حول آراء المجتمع الأردني.
وأوضح بيان المركز، أن جلسة إعلان النتائج تأتي كجزء من مشروع "تمكين خريجي دور الرعاية في الأردن"، الذي ينفذه المركز بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية .
وبحسب نتائج الدراسة، تبين أن التمييز يبدأ من اختيار الاسم الذي يقع ضمن مسؤوليات دائرة الأحوال المدنية، بحيث يتكون الاسم الأخير من "اسم عادي" لا يشبه أسماء العائلات المتداولة في الأردن، مما يجعل خريجي دور الرعاية "غير فخورين" بأسمائهم ويتفادون ذكرها أمام الناس خشية تعرضهم لأسئلة محرجة.
وأشارت الدراسة إلى أن خريجي دور الرعاية لا يزالون يتعرضون لعوائق كثيرة نتيجة اختلاف أرقامهم الوطنية، على الرغم من تبرير دائرة الأحوال المدنية لهذا الاختلاف على أنه غير موجه لفئة دون أخرى، بل يشمل كل الأشخاص الذين لم تسجلهم عائلاتهم قبل عام 2000.
ووجدت الدراسة أن فاقدي السند الأسري يعانون من صعوبات في إيجاد العمل اللائق، خصوصاً وأنهم يفتقرون إلى الاهتمام الكافي بتعليمهم أثناء وجودهم في دور الرعاية.
وتبين خلال الدراسة أن 13 من أصل 18 شابا وشابة لا يذهبون إلى المدرسة يومياً أثناء وجودهم في دور الرعاية، الأمر الذي يؤثر على فرص نجاحهم ويحد من خياراتهم بعد تخرجهم منها.
ووفق نتائج الدراسة، فإن هناك حالات عديدة لتزويج الفتيات قبل وبعد تخرجهم من دور الرعاية من دون تهيئة الفتيات بالشكل المناسب أو متابعتهن بعدها، حيث سجلت حالات كثيرة للطلاق في أوساط هذه الفئة.
وبينت الدراسة فيما تعلق برفض نسبة كبيرة من المجتمع الأردني للزواج من فاقدي السند الأسري، أن 15.2 بالمئة فقط من المجتمع مستعدون للزواج من شخص مجهول كلا الوالدين، و14.9 بالمئة من شخص معروف الأم ومجهول الأب.
وخلصت الدراسة إلى أن المشكلة الأكبر التي يتوجب حلها هي تهيئة الشباب فاقدي السند الأسري من خريجي دور الرعاية لمرحلة الاستقلالية بعد تخرجهم منها، فعند سؤال خريجي ثلاثة دور رعاية، عبر جميع المستجيبين بلا استثناء عن "عدم استعدادهم" لمرحلة ما بعد دار الرعاية.
وذكر بيان المركز ان أكثر من 95 بالمئة من المستجيبين لا يعرفون كيف يتعاملون مع المشاكل القانونية التي يتعرضون لها، وقال أكثر من 50 بالمئة أنهم يجهلون ماهية الخدمات التي تقدمها لهم وزارة التنمية الاجتماعية بعد تخرجهم، وذلك خلال جلسة حضرها 18 من خريجي دور الرعاية.