دبي ـ العرب اليوم
أشار تقرير جديد من شركة كاسبرسكي لاب إلى أنه ومع تزايد عدد الأطفال المستخدمين للإنترنت في كل العالم، يدرك معظم أولياء الأمور جيدًا أن هناك مواقع تتضمن محتوى خاص بالكبار، مشاهد عنفوغيرها من المحتويات غير المرغوب بها.
ولما كان معظم أولياء الأمور قد لا يدركون أيًا من الفئات المذكورة من المواقع غير الموغوب بها يميل الأطفال إلى زيارتها أكثر من غيرها وهل يزورونها مرارًا، قالت الشركة إنها قررت تحري ذلك عبر تحليل نماذج البحث في الإنترنت للزوار الصغار.
وقامت كاسبرسكي لاب باختيار 10 فئات من المحتوى غير المرغوب به لإجراء الدراسة، وهي “محتوى خاص بالكبار” و “البرامج غير المرخصة”و “القسوة والعنف” و “الألفاظ البذيئة” و “الأسلحة” و “المقامرة” و “خوادم الوكيل المجهولة” و “أنظمة الدفع الإلكتروني” و “ألعاب الإنترنت”.
فوجدت الشركة أن 23 بالمئة من أطفال الشرق الأوسط يتصفحون مواقع ألعاب غير مرغوب بها على شبكة الإنترنت، وقد تسبب الكثير من تلك المواقع بتعريض الشبكة المنزلية لمخاطر البرمجيات والمحتويات الخبيثة.
وهناك أيضًا 19 بالمئة من الأطفال الذين يستخدمون خوادم الوكيل للوصول إلى المواقع المحجوبة في المنطقة، مما يعرضهم للمخالفة القانونية والخطر في آن معًا باعتبار أن الكثيرين من المحتالين يخططون لاستغلال زوار هذه المواقع.
ومن جهة ثانية يقوم 16 بالمئة من الأطفال بتحميل البرامج غير المرخصة، وبالتالي يعرضون أنفسهم لخطر البرمجيات الخبيثة غير القانونية. ويرتكز العامل الأساسي لرصد وتقييم الزيارات على الملاحظات الصادرة عن نموذج الرقابة الأبوية في كاسبرسكي لاب.
وأشار التقرير إلى أن المواقع التي تنتمي إلى فئة “محتوى خاص بالكبار” هي الأكثر ارتيادًا في اليابان (74.9 بالمئة) وفرنسا (68.9 بالمئة)، وتعتبر من أعلى النسب عند مقارنتها بمنطقة الشرق الأوسط (5 بالمئة).
وبالرغم من ذلك، لفتت كاسبرسكي لاب إلى أنه من الممكن لنسب الزيارات المنخفضة لمواقع من هذه الفئة أن تشعر الآباء بالخطر وتحدث لديهم نوعًا من القلق. ومع ذلك، أشارت الشركة إلى أن المواقع التي تتضمن “محتوى خاصًا بالكبار” محجوبة في معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط.
وبالنسبة لمؤشرات الفئات الأخرى، فقد وجد التقرير أن نسب فئة “الألفاظ البذيئة” كانت على النحو التالي، ففي روسيا بلغت (10.7 بالمئة)، وإيطاليا (9 بالمئة)، والمكسيك (7.7 بالمئة)، وبالنسبة لـ “المقامرة”، فكانت في إيطاليا (15.7 بالمئة)، والولايات المتحدة (15.4 بالمئة)، والمملكة المتحدة (13.5 بالمئة).
أما “عمليات الدفع بواسطة بطاقات الائتمان” فوصلت النسبة في منطقة الشرق الأوسط إلى (9 بالمئة) وفي إيطاليا (8.5 بالمئة)، وفرنسا (5.5 بالمئة)، في حين يجري تصفح المواقع التي تصنف على أنها عدوانية وعنيفة من قبل 8 بالمئة من الأطفال في الشرق الأوسط بالمقارنة مع نسبة 7 بالمئة في الولايات المتحدة. أما “ألعاب الإنترنت” فكانت النسب على النحو التالي، في ألمانيا (41.1 بالمئة)، وفي النمسا (13.4 بالمئة)، وفي الولايات المتحدة (11.2 بالمئة).
وفي تعليق على نتائج الدراسة، قالت آنا لاركينا، كبير محللي محتوى الويب بكاسبرسكي لاب، “إلى جانب المحتوى غير المرغوب به، يجلب الإنترنت مخاطر أخرى ليست أقل ضررًا على الأطفال، منها على سبيل المثال التهويل الإلكتروني. قد يستغل المعتدون جميع القنوات الممكنة للتفاعل عبر الإنترنت – بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، المنتديات، مواقع الدردشة وبرامج المراسلة – حيث إن استخدمت جميع الوسائل المذكورة معا فإنها قد تسبب للضحية معاناة نفسية قد لا يفصح عنها.”
وأشارت لاركينا إلى أنه ومن الناحية التقنية، فإن مجابهة التهويل الإلكتروني ليس أمرًا سهلًا، فقد لا تكون وحدة المراقبة الأبوية فعالة في مكافحة هذه الظاهرة. حيث لا يستطيع الأطفال غالبًا التغلب على المعتدين بأنفسهم؛ لذلك يلعب أولياء الأمور دورًا مهمًا في حماية أبنائهم من التهويل الإلكتروني. على أولياء الأمور إيلاء اهتمام بنشاط أبنائهم في الإنترنت، حسبما أوصت لاركينا.