الرياض – العرب اليوم
تتسابق البنوك الاستثمارية العالمية الكبرى للفوز بجزء من أسهم شركة أرامكو السعودية المزمع طرحها، لكن الخبراء يعترفون بأن المكاسب المادية تكون أدنى بكثير مما يبينه التقييم المحتمل لأرامكو السعودية. يقيّم المحللون السعر الإجمالي لأرامكو بحوالى 10 تريليونات دولار، لذلك من السهل فهم السبب الذي جعل الصفقة تسبب سيلان لعاب البنوك التي هبطت رسومها في العام الماضي بنسبة 8 % بالرغم من ازدهار عمليات الاندماج والاستحواذ.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن أحد المختصين في البنوك الاستثمارية الأوروبية قوله، في إطار وصفه للأيام التي تلت مفاجأة الإعلان عن احتمال عرض شركة أرامكو في السوق المالية، إن "الجميع يقفزون إلى الأعلى والأسفل. هناك ربما مئات رسائل البريد الإلكتروني يتم تبادلها الآن".
لكن الصفقة الحقيقية قد تكون أصغر والرسوم أكثر تواضعا مما يتوقعه البعض. فاينانشال تايمز، نقلت عن خبير آخر في البنوك الاستثمارية قوله "إنها صفقة امتيازات. جميع البنوك في العالم سترغب في لعب دور في هذه الصفقة".
وأشار الخبير البنكي إلى أنه من غير الممكن أن يضع السعوديون مواردهم الوطنية ضمن الصفقة، لأنها ذات أهمية حاسمة للدولة، وهذا يترك قيمة الشركة حوالى 500 مليار دولار في اعتقاده. كما أن السعوديين قد يختارون تعويم ذراع الشركة الدولي فقط، وهذا سيجعل حجم الصفقة أقرب إلى 100 مليار دولار فقط. ومع ذلك فإن حجم الصفقة يبقى ضخما حتى لو كان ضمن مجال 100 - 500 مليار دولار، لكنه أصغر بكثير من القيمة التي يتحدث عنها البعض بحوالى 10 تريليونات دولار.
وتصل رسوم العرض العام الأولي في القطاع الخاص إلى نحو 1 % من حجم الصفقة. بعض البنوك تبحث بالفعل حاليا عن فرصة لها، ولكن حيث إنه لم تبدأ أي عملية رسمية فإن هذه البنوك لا تستطيع أن تفعل كثيرا للحصول على الأفضلية، ومع أن أرامكو نفسها كانت تستخدم المناقصات العامة لاختيار مستشاريها، إلا أن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد يقوم بتعيينهم بشكل أحادي.
ويملك بنك HSBC أكبر حصة في السوق في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث إن رسوم الاستثمارات البنكية له في 2015 كانت 6.6 %.
تأتي مجموعة Citigroup في المرتبة الثانية بحوالى 6%، يليها باركليز 4.9 %، بنك أميركا ميريل لينش 3.4 %، ومن ثم دويتش بانك 3.3 %.
البنوك التي لديها خبرة سابقة في التعامل مع أرامكو السعودية تتضمن دويتش بانك، الذي ساعد أرامكو في العام الماضي على تشكيل مشروع مشترك بقيمة 1.2 مليار يورو يركز على إنتاج المطاط الصناعي مع شركة كيميائية ألمانية. كما عمل بنك مجموعة سيتي جروب في سلسلة من المشروعات مع أرامكو السعودية بما في ذلك التمويل الإستراتيجي.
هناك 27 بنكا وقعت اتفاقيات تسهيلات ائتمانية في مارس من العام الماضي، وهناك بنوك أخرى قد تستغل خبرتها في العمل في صفقات الأسهم في المنطقة.
أول بنك يتم تعيينه قد يقرن مع شركة ماكنزي التي تعمل حاليا مع أرامكو في الشؤون الإستراتيجية، والبنوك الأخرى قد تضطر للانتظار فترة طويلة قلّ أن تأخذ مكانها في الصفقة.
بعض خبراء البنوك الاستثمارية يقولون إن الصفقة قد لا تحدث قبل 2017.