عمان ـ وكالات
أكّد خبراء أنّ عودة ضخ الغاز المصري إلى المملكة يغني الحكومة عن رفع أسعار الكهرباء. وقال مستشار وزير الطاقة السابق حامد نبابتة أنّ الغاز المصري يغطي 85 في المئة من احتياجات المملكة من الكهرباء، لافتا إلى أنّ الحكومة لا تتكلّف أموالا إضافية من توليد الكهرباء من الغاز المصري. وكشف نبابتة لـ"السبيل" أنّ الحكومة تريد تعويض خسائر الماضي جراء انقطاغ الغاز وعدم انتظام تدفقه في الفترة الماضية على حساب المواطنين. وشدد على أنّ توليد الطاقة من خلال الغاز المصري لا يحمّل خزينة الدولة أيّ التزامات مالية، وأنّ فاتورة الكهرباء التي يدفعها المواطنون وباقي القطاعات الاقتصادية تكفي لسداد ثمن توليد الكهرباء من الغاز المصري. واتّفق الأردن ومصر أخيرا، على إعادة ضخ الكميات المتعاقد عليها مسبقا من الغاز وهي بحدود 250 مليون قدم مكعب يوميا. وقال نبابتة أنّ كلفة إنارة الشوارع الرئيسة في العاصمة عمان لا تتجاوز 40 ألف دينار شهريا، مستغربا من الأرقام التي تطرحها الحكومة حول قيمة إنارة الشوارع. واستنكر قيام الحكومة بإطفاء إنارة الشوارع بحجة ترشيد استهلاك الكهرباء، لافتا إلى أنّ ترشيد الاستهلاك يجب أن لا يمسّ القضايا الأساسية ويجب أن يبدأ بالثانوية. وقال أنّ مجموع إنارات الشوارع في المملكة كافة من العاصمة والبلديات لا تتجاوز 2 في المئة من الكهرباء. وقال رئيس الوزراء عبد الله النسور أمس أنّ الحكومة سترفع أسعار الكهرباء تجنبا لإفلاس الدولة. وصرّح أنّه لا رجعة عن رفع أثمان الكهرباء، ويأتي ذلك في الوقت الذي أكّد فيه خبراء في مجال الطاقة أنّ الحكومة لا تتحمّل كلفا إضافية جراء توليد الكهرباء من الغاز المصري، ودحض الخبراء تصريحات رئيس الوزراء وطالبوه بالتعامل مع أرقام الكهرباء بشفافية واضحة. وكان يصدّر الكهرباء بين عامي 2003 و2004 إلى دول الجوار، إلاّ أنّ سياسات الخصخصة، وإعادة الهيكلة، وسوء إدارة قطاع الطاقة أوصلت الوضع إلى هذا المستوى، حيث الانقطاعات المبرمجة، ونقص المخزون الإستراتيجي من الوقود الثقيل. وقال حامد نبابتة مدير كهرباء الكرك منذ عام 1978 - 1986، أنّ الدول المتقدمة لديها مخزن إستراتيجي من وقود الطاقة يكفيها لمدة 6 شهور، وأضاف أنّه كان على المسؤولين توفير مخزون إستراتيجي من الوقود الثقيل لمحطات التوليد يكفي لمد 3 شهور على الأقل تحوطا للظروف الطارئة. وقال أنّ مسؤولي القطاع لم يوفروا مخزون إستراتيجي من الغاز المصري، لافتا إلى أنّهم لم يدركوا أهمية المخزون الإستراتيجي. وتساءل نبابتة لماذا وصلنا إلى هذا الحد وإلى هذه المرحلة، مؤكدا ضرورة توفير بدائل من الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح وطاقة الشمس، خصوصا مع تقدم التكنولوجيا والأبحاث المتعلقة بالطاقة المتجددة. مؤكدا أنّه لا يمكن الاعتماد على الغاز القطري، ويجب البحث عن بدائل وتوفير مخزون إستراتيجي. وبيّن أنّ رفع أسعار الكهرباء والمحروقات على المواطنين لن يكون حلا إستراتيجياً لمشاكل قطاع الطاقة، كما تروّج الحكومة.