روما ـ أ ش أ
أكد المدير المفوض لشركة (إيني) الإيطالية للطاقة باولو سكاروني على "الإمكانيات الكبيرة للطاقة التي توجد في شمال أفريقيا التي توفر ما يعادل الـ 5 في المائة من الإنتاج العالمي للنفط والغاز". ووصف سكاروني - خلال محاضرة ألقاها في جامعة جونز هوبكينز للأبحاث في بالتيمور، التابعة لولاية ماريلاند الأمريكية ونشرت وسائل الإعلام الإيطالية مقتطفات منها اليوم - الوضع في شمال أفريقيا بأنه "أفضل مما يبدو في الظاهر"، وذلك على الرغم من حالة عدم الاستقرار السياسي الذي يسم المنطقة برمتها. وقدم سكاروني عرضا شاملا لأوضاع الطاقة على الصعيد الدولي، منطلقا من تحديد الظروف التي تمرّ بها تلك البلدان المعروفة بكونها مصادر أساسية للنفط والغاز، والتي تشهد تحولات سياسية وعدم الاستقرار. وقال المدير المفوض لشركة (إيني) الإيطالية للطاقة بشأن الجزائر، وهي مصدر هام للنفط والغاز لإيطاليا والعالم، أنها ستختار "الاستقرار والسلام" بعد "فترة طويلة من الاختلال". وأوضح أن "الجزائر ما تزال تعيش تحت تأثيرات العملية الهجومية الإرهابية في آميناس، وهي على أعتاب الانتخابات الرئاسية في العام القادم". وبيّن سكاروني في محاضرته عاملين يدعوان لشعوره بالتفاؤل في وضع الجزائر وهما، أنها "تمتلك مؤسسات قوية بشكل كبير وواضح وهي محترمة بشكل واسع في البلاد. وأبعد من ذلك، فإن الجزائر مرّت بتجربة حرب مدنية دموية خلال سنوات التسعينات وبعد أن عاشتها توصلت لقناعة عدم العودة إليها. وفي ليبيا، أكد سكاروني على "صعوبة الوضع فيها" بكل الحسابات، إلا أنه من وجهة النظر الخاصة بقدرتها الإنتاجية في ميدان الهايدروكاربونات، فمن الممكن أن تصبح نموذجاً لقطر جديد، أو أبو ظبي جديد، وكويت أخرى وهذا الحال ليس سيئاً لبناء دولة قوية" هناك. وأضاف أن ليبيا تمتلك قدرات اقتصادية كبيرة، في حين يبلغ عدد سكانها أقل من 6 ملايين نسمة، وقادرة على إنتاج مليونيّ برميل من النفط المكافئ في اليوم، مشيرا إلى أن ليبيا تشهدُ عملية لإعادة البناء تمضي إلى الأمام. وفيما يتعلق بمصر، أعرب المدير المفوض لشركة (إيني) الإيطالية للطاقة باولو سكاروني عن تفاؤله الواقعي لتحسن سريع في الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في مصر، موضحا أن قوة المؤسسات المصرية الراهنة بعد 30 يونيو تتأتى من الفئات الوسطية الواسعة والمثقفة، التي ستتمكن من العودة بالبلاد إلى وضع اقتصادي مستقر.