أنقرة ـ أ.ف.ب
استقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء في رئيس وزراء اقليم كردستان العراق لوضع اللمسات الاخيرة على عقد ضخم في مجال الطاقة تعارضه بغداد وقد يؤدي الى بدء وصول اولى براميل النفط الخام الى تركيا قبل نهاية العام. واجرى اردوغان ووزير الطاقة التركي تانر يلديز محادثات استغرقت ثلاث ساعات مع نشيروان بارزاني. ولم يصدر اي تصريح في ختام هذا اللقاء، لكن بارزاني كان اعلن لدى وصوله مساء الثلاثاء الى العاصمة التركية للصحافيين ان اولى شحنات النفط التركي قد تصل "قبل عيد الميلاد". والعقد الموقع بين انقرة واربيل ينص خصوصا على مد خط انابيب جديد للنفط بطاقة 300 الف برميل في اليوم، وهي حصة صغيرة صارات النفط العراقية التي بلغت نحو 2,25 مليون برميل في اليوم الشهر الماضي. وبهدف تنويع مصادر التزود بالطاقة، بدات تركيا التي تعتمد بشكل كبير على روسيا وايران، مفاوضات منذ اشهر عدة مع اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي والغني بالمحروقات. واعلن مصدر حكومي تركي رافضا الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "قلنا لاكراد العراق انه اذا كان بامكانهم نقل نفطهم حتى الحدود، فسنشتريه منهم". واثارت هذه المحادثات غضب بغداد التي تتنازع مع اربيل على تقاسم عائدات استغلال المحروقات. ولدى استقباله الاربعاء السفير التركي في بغداد، شدد نائب رئيس الوزراء العراقي المكلف شؤون الطاقة حسين الشهرستاني على ضرورة "تسوية المشاكل المتعلقة بشحنات (النفط) غير القانونية عبر الحدود التركية من دون علم الحكومة المركزية (في بغداد) ووزارة النفط"، بحسب مكتبه. وذكر الشهرستاني ايضا بان بلاده "على استعداد لمساعدة تركيا انطلاقا من ان مشاريع التنمية فيها بحاجة لمصادر طاقة". وبحسب المدير السابق لمجموعة بوتاس التركية متى غوكنيل، فان مشروع الاتفاق بين تركيا وكردستان العراق ينص على مد انبوب نفط بطول 220 كلم بين حقل خورمالا النفطي جنوب اربيل حتى الحدود التركية. وانبوب النفط هذا سيتم ربطه بخط يربط كركوك (شمال العراق) بمرفأ جيهان (جنوب تركيا)، كما اوضح غوكنيل لوكالة فرانس برس. وهذا الانبوب الذي يخضع لحكومة بغداد، ينقل 400 الف طن في اليوم في حين تبلغ طاقته القصوى 1,5 مليون طن في اليوم. واضافة الى العلاقات الاقتصادية، عززت الحكومة الاسلامية المحافظة في تركيا اخيرا تعاونها السياسي مع كردستان العراق في حين ان محادثات السلام التي بدات قبل عام بين انقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني متوقفة حاليا. واقام اردوغان استقبالا حافلا لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قبل عشرة ايام في ديار بكر (جنوب شرق) كبرى المدن الكردية في تركيا. وفي الوقت نفسه، بدات انقرة ايضا تقاربا مع بغداد وصفه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بانه "انطلاقة جديدة". وفي هذا الاطار، عرضت تركيا مساعيها الحميدة على العراق في محاولة لتسوية خلافه مع اقليم كردستان بشان استغلال وبيع نفطه.