أعرب سعادة السيد علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك"، عن تفاؤله حول مستقبل أسواق النفط، حيث يتوقع أن يستمر استقرار السوق البترولية خلال العام المقبل، معتمدا على توازن العرض والطلب، والمستوى الحالي للأسعار. وأضاف السيد النعيمي خلال افتتاحه للاجتماع الواحد والتسعين لمجلس وزراء منظمة "أوابك" المنعقد في الدوحة اليوم، أن الدول العربية والدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ستستمر في القيام بدورها الإيجابي نحو تحقيق هدف توازن السوق واستقرار الأسعار، وستنجح في ذلك كما نجحت في الماضي. وبين رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك"، أن الدول العربية مستمرة في تشييد صناعة بترولية قوية ومنوعة تهتم بالعمليات اللاحقة بما فيها الصناعات البتروكيماوية بأنواعها ومستوياتها المختلفة، مع تنويع مصادر الطاقة والتركيز على الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة. وأوضح أن العام 2013 - الذي شارف على الانتهاء- شهد بعض التداعيات المؤثرة في المنطقة العربية، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك سجل تحقيق إنجازات واضحة في الدول العربية في مجالات البترول والغاز والطاقة والمشاريع المتعلقة بها، مبينا أن ذلك دليل واضح على أن مسيرة التقدم في مجالات البترول والطاقة ماضية قدما في الوطن العربي رغم العوائق التي تظهر بين فترة وأخرى. وعلى المستوى العالمي قال السيد النعيمي إن الدول العربية "استمرت في القيام بدور إيجابي ومهم في سبيل المحافظة على استقرار السوق البترولية الدولية واستقرار أسعار البترول عند مستويات مناسبة للدول المستهلكة والمنتجة وللاقتصاد العالمي ونموه وبالذات اقتصادات الدول الناشئة والنامية التي نحن جزء منها كما استمررنا في سياسة طمأنة السوق وتوفير الإمدادات عند الحاجة والحد من التذبذب العالي في الأسعار". ونبه إلى أن اجتماع "أوابك" الحالي يأتي بعد أسبوعين على اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والذي تم فيه الإبقاء على سقف مستويات الإنتاج للمنظمة نظرا لأن السوق البترولية في وضع مستقر كما أن أسعار البترول مناسبة للجميع. وأشار سعادة السيد علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوابك"، إلى أن جدول أعمال الاجتماع الراهن يضم عددا من البنود من أهمها الموافقة على ميزانية الأمانة العامة والهيئة القضائية وتعيين الأمين العام للمنظمة لمدة ثلاث سنوات قادمة والاطلاع على نشاطات الأمانة العامة للمنظمة والشركات المنبثقة عنها، إلى جانب بحث ما تقوم به الأمانة العامة من جهود في عقد الاجتماعات التنسيقية بين الدول الأعضاء، والدراسات الفنية والاقتصادية التي تقوم بإعدادها وتوزيعها على الدول الأعضاء في المنظمة للاستفادة منها، إضافة إلى آخر المستجدات بشأن مؤتمر الطاقة العربي، الذي تقوم الأمانة العامة بتنظيمه بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي. وفي تصريحات صحفية على هامش الاجتماع قال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي إنه لا يوجد أي سبب للتخوف بخصوص الزيادة في معروضات النفط في المستقبل مهما كانت الأسباب وراء تلك المخاوف، مؤكدا أن أي زيادة في العرض هي محل ترحيب. وشدد على أن القول بأن الزيوت الصخرية ستشكل تهديدا على الدول المنتجة للنفط التقليدي، هو افتراض خاطئ وبعيد عن الواقع. وبخصوص الإجراءات التي ستتخذها منظمة "أوابك" في مواصلة دعم الاستقرار في السوق النفطية شدد النعيمي على أن الدول المنتجة ستستمر في المحافظة على استقرار السوق و الإمدادات وتلبية الطلبات في الوقت المناسب. وحول توقعاته بشأن حصول أي تغيرات أو إغراءات في ظل التقارب الإيراني الغربي، استبعد أن يكون هنالك أي إغراق في الإمداد، خاصة أن العالم يستهلك في كل سنة أكثر من 30 مليار برميل وهو استهلاك يحتاج إلى تعويض، مؤكدا أن لديه "ثقة تامة بأن أي زيادة جديدة في المعروضات مرحب بها". وحول التحديات التي تواجه المنظمة والدول المنتجة قال النعيمي إن أهم شيء ينبغي للدول المنتجة أن تحافظ عليه هو الاستثمار لتلبية احتياجات السوق و"هذا هو التحدي الذي دائما نذكر به وعليه فإن الشركات يجب أن تستمر في الاستثمار لزيادة الإنتاج من حقولها".