ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الصادرة الأربعاء، أن الهجوم الأخير للمتمردين في جنوب السودان على مدينة "مالكال" عاصمة ولاية أعالى النيل المنتجة للنفط يمثل خرقًا سافرًا لاتفاق وقف إطلاق النار المفعل مع الحكومة، وهو ما يهدد بتضيق الخناق على صادرات الدولة المتعثرة من النفط، والتي تعاني بالفعل من حالة ركود شديد. وأوضحت الصحيفة –في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني الأربعاء- أن الهجوم على مالكال أنهى أيضا هدنة من القتال دامت شهرا تقريبا بين قوات الرئيس سيلفا كير والمتمردين، كما تزامن مع فشل محادثات السلام التى بدأت قبل أيام في إثيوبيا بهدف انهاء الصراع بين الجانبين. وقالت "إن الطرفين لا يزالان متباعدين بشأن عدد من القضايا المهمة، مثل بحث مسألة إطلاق سراح السجناء السياسيين والدعم العسكري المقدم من أوغندا إلى القوات الحكومية"، مشيرة إلى قيام القوات الموالية لرياك مشار، زعيم المعارضة والنائب السابق للرئيس سيلفا كير، بالهجوم على المتحدث العسكري باسم الحكومة الكولونيل فيليب أجوير، مما دفع القوات الحكومية إلى التراجع نحو الشمال وفي اتجاه حقول النفط بالمدينة. ونقلت الصحيفة عن أجوير تأكيداته بأن القتال الآن يدور بداخل المدينة، بهدف تعطيل العمل بالمنشآت النفطية. كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن أحد ممثلي المتمردين تأكيده أن الهجوم على مالكال جاء ردا على اختراق وقف اطلاق النار من جانب الحكومة وأنهم سيطروا بالكامل على المدينة، الأمر الذي نفاه أتينى ويك أتيني المتحدث باسم الرئيس. وأشارت إلى تعهد أوغندا بخفض عدد قواتها المتواجدة في جنوب السودان، بصورة تدريجية، وأن الاتحاد الإفريقى سوف ينشر قوات للرد السريع هناك في الوقت الذى ستسحب فيه قواتها. واختتمت الصحيفة الأميركية تقريرها بذكر أن سبب تعهد أوغندا بسحب قواتها من جنوب السودان يكمن في الضغوط التى تعرضت لها من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وكذلك بعض الدول الاقليمية كإثيوبيا والسودان، الذين دعوها لذلك للحيلولة دون أقلمة الصراع.