تتوجه الصين حالياً نحو إنتاج نفط خارج حدودها يكفي لمنافسة أعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، بعد أن أنفقت شركاتها النفطية الحكومية مبالغ قياسية وصلت إلى 35 مليار دولار في شراء شركات أجنبية. وفي أول رصد لمدى تأثير استثمارات الصين النفطية مؤخراً، تتوقع وكالة الطاقة العالمية أن تنتج شركات النفط الوطنية الصينية ثلاثة ملايين برميل يومياً خارج أراضيها في عام 2015، ما يقدر بنحو ضعف إنتاجها الخارجي عام 2011 الذي لم يبلغ سوى 1٫5 مليون برميل يومياً وما يساوي إنتاج الكويت السنوي. وقال فاتح بيرول كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية: “الصين مرشحة لتكون دولة مصدرة كبرى للنفط خارج حدودها”. وأضاف بيرول أن جزءاً كبيراً من زيادة إنتاج الصين يأتي من صفقات الاندماج والاستحواذ التي أُبرمت العام الماضي. ويرى خبراء أن طفرة صفقات استحواذ شركات النفط الصينية واستثمارها في تقنيات الحفر غير التقليدية تعيد شكل خارطة صناعة النفط العالمية. انكبت شركات النفط الوطنية الصينية مثل كنوك وساينوبك على إبرام صفقات استحواذ خلال السنوات القليلة الماضية، إذ أنفقت 92 مليار دولار منذ مطلع عام 2009 على أصول غاز ونفط في دول تتفاوت ما بين الولايات المتحدة وأنجولا، حسب مؤسسة ديلوجيك الإحصائية، وفي العام الماضي سجلت هذه الشركات عقود استحواذ قياسية بلغ حجمها 35 مليار دولار، وشملت تلك الصفقات مشاريع مشتركة وشركات كاملة. ويخشى بعض المحللين وصناع السياسات من أن الصين تستحوذ على حقول نفط من أجل تأمين احتياجاتها من الطاقة، غير أن محللين في وكالة الطاقة الدولية وغيرها يشيرون إلى أن شركات نفط بكين عموماً تبيع إنتاجها الخارجي في السوق الدولية ولا تعيد شحنه إلى الصين.