بيروت ـ جورج شاهين
اكد رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان، الخميس، على ضرورة ترسيخ علاقات الصداقة والتعاون بين لبنان وقبرص، خصوصاً في ما يتعلق بموضوع النفط والغاز المتوفّرين في مناطقنا البحريّة، مشدداً على أهمية زيادة وتيرة التنسيق والتعاون بين البلدين للاتفاق على مبادئ وآليّات سليمة تسمح باستخراج هذه الثروة. وإذ أعرب سليمان عن امله في استمرار الجهود الآيلة الى ايجاد حل شامل ودائم ومتوافق عليه للمشكلة القبرصية، فإنه أكد، من جهة ثانية على أهميّة تضافر الجهود الديبلوماسيّة، من أجل بلورة حلّ سياسي متوافق عليه يسمح للسوريين بتحقيق ما يريدون لأنفسهم من إصلاح وديموقراطيّة ويسمح كذلك لعشرات آلاف السوريين الذين نزحوا إلى لبنان بالعودة إلى وطنهم بكرامة وأمان؛ علماً بأنّ تنامي أعدادهم بات يشكّل تحدياً حقيقياً يستوجب المعالجة الملحّة على قاعدة المسؤوليّة الجماعيّة المشتركة في تحمّل الأعباء وتقاسمها لجهة الاعداد والتكاليف. من جهته، حيّا رئيس جمهورية قبرص ديمتريس كريستوفياس سياسة الرئيس سليمان والحكومة في لبنان بالنأي بالنفس في ما يخص الأزمة التي تعاني منها سوريا، ومساهمة لبنان في مواجهة المأساة الإنسانية من خلال تقديم المأوى لعشرات الآلاف من اللاجئين، مؤكداً أن قبرص، كعضو في الاتحاد الاوروبي ستقوم بكل ما بوسعها داخل هذا الاتحاد لكي تزيد المساعدة الاوروبية للبنان من أجل إعانة النازحين السوريين إليه، ومعرباً في المقابل عن القلق إزاء استمرار حالة عدم الاستقرار وإراقة الدماء في سوريا مع الامل في ان تستقر الامور في القريب العادل وفقاً لإرادة الشعب السوري. وجدد الرئيس كريستوفياس دعم قبرص للبنان مشيراُ الى انّ نعمة اكتشاف النفط في مناطقنا "ستخلق آفاقا واعدة لشعوبنا، وسنواصل جهودنا واعمالنا، من خلال الممارسة الكاملة لحقوقنا السيادية. ورفض السياسات والمواقف التي تلجأ إلى التهديد والتخويف، وانّ ردّنا على ذلك هو التمسك بالشرعية الدولية والسلام والاستقرار. مواقف الرئيسين سليمان وكريستوفياس جاءت في خلال القمة اللبنانية_القبرصية التي انعقدت صباح اليوم في قصر بعبدا واعقبها محادثات موسعة. وكان الرئيس كريستوفياس وصل الى القصر الجمهوري التاسعة والنصف قبل ظهر اليوم في بداية زيارة رسمية يقوم بها للبنان بناء على دعوة وجهها إليه رئيس الجمهورية الذي كان في استقباله عند المدخل الخارجي للقصر، حيث أقيمت للرئيس الضيف مراسم الاستقبال الرسمية، فاعتلى كل من الرئيسين المنصة الرئاسية وعزف النشيدان الوطنيان القبرصي واللبناني. وتم رفع العلم القبرصي على سارية الى جانب العلم اللبناني الذي أدى له الرئيس الضيف التحية. ثم استعرض الرئيسان سليمان وكريستوفياس حرس الشرف. بعد ذلك، قدم رئيس فرع المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الى الرئيس الضيف الشخصيات اللبنانية المستقبلة له، فيما قدم الرئيس القبرصي الى نظيره اللبناني أعضاء الوفد الرسمي المرافق. ثم قدمت طفلة باللباس التراثي اللبناني باقة من الزهر للرئيس كريستوفياس. وبعد مراسم الاستقبال الرسمية،رافق الرئيس سليمان الضيف القبرصي الى صالون السفراء بين ثلة من رماحة لواء الحرس الجمهوري، حيث انعقدت قمة لبنانية_ قبرصية تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطوير وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين اضافة الى التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية. ثم تم بعدها تبادل الهدايا، ودوّن الرئيس الضيف في السجل الذهبي الكلمة الآتية: أود أن أعرب عن امتناني العميق لفخامة الرئيس سليمان ولكرم الضيافة اللبنانية، وهو أمر يعبر عن عمق العلاقات الاخوية التاريخية بين قبرص ولبنان وبين شعبينا. أنا متأكد أن هذه الصداقة، جنباً الى جنب مع علاقاتنا التاريخية والتزامنا بالقانون الدولي والسلام والتعاون والاستقرار، تشكل أسساً متينة تؤهلنا للعمل من اجل تعميم هذا التعاون وتطوير آفاق واعدة بين بلدينا وشعبينا. أرجو أن تتقبلوا فخامة الرئيس تكرار تأكيد تضامني وصداقتي الشخصية مع أطيب التمنيات الصادقة للتوفيق والنجاح في عملكم من أجل رخاء ورفاهية شعبكم." بعد ذلك، إنتقل الرئيسان سليمان وكريستوفياس الى قاعة مجلس الوزراء حيث عقدا لقاء موسعا حضره عن الجانب اللبناني الوزراء: الخارجية والمغتربين عدنان منصور، الطاقة والمياه جبران باسيل، الدفاع فايز غصن، الداخلية والبلديات مروان شربل، الصناعة فريج صابونجيان، الاتصالات نقولا صحناوي، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية البروفسور ايلي عساف، رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اديب ابي عقل. وشارك عن الجانب القبرصي وزيرة الخارجية إيراتو كازاكو ماركوليس، سفير قبرص لدى لبنان هومر مافروماتيس، وزير الدفاع ديمتريس إلياديس، وزير التجارة والصناعة والسياحة نيوكليس سيليكيوتيس،مدير مكتب رئاسة الجمهورية كريستوس كريستوفيديس، مستشار الشؤون الدولية والدفاع في وزارة الدفاع العميد جيورجيوس جيورجيو، مدير الشؤون الديبلوماسية في رئاسة الجمهورية مينيلايوس مينيلاو، رئيسة مكتب الاعلام ريانا ماجيدو. وتطرقت المحادثات الى واقع العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات ولا سيما في مجال الاتصالات. وتم توقيع اتفاقية حول الحماية المتبادلة للمعلومات المصنفة، إضافة الى مذكرتي تفاهم الاولى بين وزارتي الصناعة اللبنانية والتجارة والصناعة والسياحة القبرصية، والثانية حول الدفاع والتعاون العسكري. وفي ختام المحادثات، توجه الرئيس كريستوفياس برفقة رئيس الجمهورية الى حديقة الرؤساء في القصر الجمهوري حيث زرع أرزة الصداقة اللبنانية – القبرصية