الدوحة_ قنا
نظم برنامج "لكل ربيع زهرة" بمقر رحلاته البرية في "رأس مطبخ" بمنطقة الخور رحلته الثانية في هذا الربيع الذي يحتفي فيه بنبتة "العتر" وثمرتها المعروفة بالجراوة، وذلك للعام الثامن عشر على التوالي منذ انطلاق البرنامج عام 1999 بنبتة "الشفلح".
وأكد الدكتور سيف علي الحجري، رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة رئيس لجنة برنامج "لكل ربيع زهرة" على حيوية وأهمية البرنامج من حيث تعريف النشأ والشباب وطلبة المدارس خصوصا ببيئة قطر وضرورة المحافظة على شتى عناصرها ومكوناتها باعتبار أن البيئة عموما، وما تذخر به من خيرات، من نعم الله تعالى التي يتعين على الإنسان حمايتها من أجل الأجيال الحالية والتالية.
وشدد الحجري، لدى مخاطبته الرحلة، على أن قضية البيئة أصبحت هما عالميا، وقال "إن الحفاظ عليها مسألة أخلاقية ومجتمعية ودينية كذلك بالنسبة للمسلمين لأن الدين الإسلامي الحنيف يدعونا لذلك"، مستشهداً في هذا الصدد ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. ووجه رسائل عديدة من بينها ضرورة الاستمتاع بالبيئة والطبيعة وخيراتها وجمالياتها دون إفسادها أو الإضرار بها، منبها إلى أهمية النظافة العامة في حياة الفرد وكذلك الحرص على ترشيد الكهرباء والماء عند استخدامهما كونهما أيضا من نعم الله عز وجل على الناس جميعا، مما يستوجب استخدامهما دون هدر أو إسراف، مبيناً أن هذه الخصائص مستمدة أيضا من القيم والأخلاقيات، فضلا عن دعوته المشاركين، خاصة الطلبة إلى الاستفادة القصوى من المعلومات البيئية والعلمية التي يتلقونها خلال هذه الرحلات وإقامة صداقات وعلاقات تواصل إيجابية بينهم.
وكرم الحجري وحيّا أيضا المدارس والجاليات المشاركة في الرحلة وهي، مدرستا الشيماء والكوثر الثانويتان المستقلتان للبنات والجاليتان الفلسطينية والتنزانية، مشيداً بمشاركتهم السابقة ودورهم في إثراء الفعاليات. واستعرض الحجري محطات الرحلات البرية المختلفة التي تشمل الزراعة وتدوير المخلفات والغوص وترشيد الكهرباء والتوعية المرورية وغيرها، لافتا إلى أن من شأن المشاركات والتجوال فيها اكتشاف الموهوبين واستنباط الأفكار والآراء المفيدة من خلال الأسئلة التي تطرح والإجابات عليها.
من ناحيته، أشاد السيد سعيد أحمد رئيس الجالية التنزانية بقطر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، بفكرة برنامج "لكل ربيع زهرة" وما حققه من نجاحات على مدى السنوات الماضية من انطلاقته ودوره في التوعية البيئية وإكساب المشاركين من الطلبة مهارات الاعتماد على النفس والإلمام بقضايا البيئة لا سيما بيئة قطر التي يعيشون فيها. وقد ردد المشاركون في الرحلة وعددهم نحو 300 مشارك، قسم البيئة الذي يؤكد على أهمية المحافظة على البيئة والانتفاع والاستمتاع بها دون الإساءة إليها، والعمل على تنمية الموارد الطبيعية دون إفسادها، فضلا عن تعهد الجميع بالعمل الصادق وبأقصى جهد لتنمية البيئة والحفاظ عليها جميلة ونظيفة وآمنة للأجيال الحاضرة والمقبلة.
ويأتي برنامج "لكل ربيع زهرة" الذي ترعاه الشيخة موزا بنت ناصر في إطار الاهتمام الذي توليه نحو قضايا المجتمع والوطن وربط الأبناء بتراثهم الطبيعي.
ويهدف البرنامج أيضا إلى زيادة وعي المجتمع بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة من التدهور والتصحر، وإضفاء المزيد من مظاهر البهجة والجمال على البيئة، والتعريف بالفوائد الاقتصادية والطبية للنباتات، والحث على حسن استغلالها، وبناء سلوك إيجابي تجاه البيئة الطبيعية لدى النشأ، وتنمية القدرات الابتكارية والإبداعية في مجالات التنمية البيئية، خصوصا لدى الأطفال، وتشجيع الأنشطة الصناعية على استغلال مظاهر الجمال التي يتمتع بها النبات في تزيين المنتجات الصناعية، وذلك تكريسًا للاهتمام بالبيئة النباتية، وجمع وتوثيق المعلومات العلمية عن نباتات البيئة القطرية في قاعدة بيانات، وإثراء هذه القاعدة من خلال تشجيع البحث العلمي. ويشتمل البرنامج على العديد من الأنشطة والفعاليات منها، رحلاته البرية إلى "رأس مطبخ" بمنطقة الخور كل يوم سبت، حيث يتعرف المشاركون على نباتات قطر وطيورها وحشراتها، وكيفية إعادة التدوير وزراعة النباتات ومركب الغوص وتراث الأجداد وترشيد الكهرباء والماء وغيرها من المحطات البيئية الهامة. كما تشمل الفعاليات مهرجانات البرنامج التي تستمد اسمها من النبتة التي يحتفل بها.