بغداد – نجلاء الطائي
ثمّن المدير العام لدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، الدكتور شفيق المهدي، مبادرة الفنان مازن إيليا، بتسليمه عملًا فنيًا نحتيًا للفنان محمد غني حكمت، يحمل توقعيه وصنع من مادة الألمنيوم، يعود للعام 1970، ويمثّل شكل الطائر وهو بوضع التحليق، كان ضمن مقتنيات "خردة" في أحد محال بيع الحديد و"السكراب" في بغداد.
وجدد المهدي دعوته للفنانين والمواطنين بتسليم الأعمال الفنية التي بحوزتهم إلى وزارة الثقافة التي شكلت لجنة مختصة لاستلام الأعمال المفقودة، وتوثيقها في سجل خاص لأجل عرضها في معرض فني كبير بمناسبة يوم المتاحف العالمي في 18 أيار/مايو المقبل وتكريم المبادرين بشهادات تقديرية وجوائز سيعلن عنها في وقت لاحق.
وذكر الفنان مازن إيليا في حديثه لـ "العرب اليوم" "عثرت على عمل الفنان محمد غني حكمت بالصدفة في أحد المحال التي تعمل على تدوير وصهر المعادن، وقمت بشرائه بمبلغ كبير بعد أن عرّفتهم على أهمية العمل وكونه يعود لفنان عراقي كبير، واختزنته في بيتي لفترة، حتى قررت أن أسلّمه إلى دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، لثقتي بإمكانية أن يكون بأمان هناك، وأيضا بسبب كون العمل يمثل ثروة فنية كبيرة".
وأضاف إيليا "كنت أحد تلامذة الفنان محمد غني حكمت، وشهدت مراحل إنجاز العمل ذاته ونصبه في أحد فضاءات مؤسسات الدولة الرسمية، ولكن بعد العام 2003، جرى سرقته وبيعه مع "الخردة"، والعمل متكامل عدا نقص جزء بسيط منه بالإمكان أن تتولى مديرية المصاهر الفنية التابعة لدائرة الفنون بترميمه وصيانته من جديد".
واقترح أن تقوم وزارة الثقافة بتشجيع مثل هكذا مبادرات عبر تطمينات تمنحها للحائزين وتكريمهم تكريماً معنوياً ومنحهم الشهادات التقديرية والاحتفاء بهم وتوثيق تلك المبادرات لأجل تحفيز الآخرين على ذلك، مؤكدا أنه تلقى عروضاً لشرائه من فنانين ومواطنين، لكنه رفض ذلك خشية تهريبه وخسارته من جديد.
وشكر المهدي مبادرة الفنان قائلا "إنّ الفنان مازن إيليا من الفنانين المعروفين وقد تشرّفنا بزيارته ومبادرته التي تشكل رافداً من روافد إغناء الأعمال والقطع النادرة للفنان محمد غني حكمت، لاسيما أنّ الفنان إيليا كان أحد تلامذته وشهد مراحل إنجاز العمل".
وسلّم الفنان والمصور الفوتوغرافي حسين المليجي عملا فنياً متحفيا للفنان مهدي الأسدي يعود للعام 1993، وهو من موجودات الفنان نوري الراوي، كان قد أهداه قبل رحيله إلى صديقه وجاره الفنان المليجي اعتزازا به، فقام الأخير بتسليمه للدائرة، ليحتل موقعه فيها كجزء من الثروة الفنية للفنانين العراقيين الكبار.
يُشار إلى أنه سبق أن قدّم الفنان والناقد التشكيلي قاسم العزاوي مخطوطة تعود للفنان نزار سليم، يرجع تاريخها إلى سبعينات القرن الماضي، لتكون ضمن مقتنيات ووثائق الفنان الكبير سليم في دائرة الفنون.