دمشق ـ نور خوام
نشر تنظيم داعش الجمعة صورا يظهر فيها تدمير المبنى الرئيسي لمعبد "بل" في مدينة تدمر بالإضافة لصف من الأعمدة الملاصقة له .
وتظهر الصور بناء المعبد وقد تدمر بشكل كامل والمتفجرات التي زرعت داخله .
وكانت مصادر في مدينة تدمر قد أكدت أن تنظيم داعش المتطرف قام بتفخيخ كامل المدينة الأثرية بالإضافة لما تبقى من معبد "بل " .
وتؤكد المصادر التاريخية ان المعبد الذي يعد من اعظم اوابد الشرق قام على أساسات معابد سابقة المعبد الأول الألف الثالث قبل الميلاد والمعبد الثاني سنة /400/ قبل الميلاد أي في الفترة الهلنستية أما المعبد الحالي فشيد فوق تل ركامي ويعود بناؤه للقرن الأول ميلادي (دشن 6 نيسان عام 32 ميلادية بما يعرف بعيد الربيع في "تدمر") بنته مجموعة من الأسر التدمرية، وكان هذا المعبد مكرساً بصورة أساسية للرب بل وكذلك الثالوث الذي يضم الرب اعمدة بل"بل" و"يرحبول" (رب الشمس) و"عجيبول" (رب القمر).
كما كان يعتبر مجمعا للأرباب التدمريين أما الرب "بل" فكان كبير أرباب سورية وكذلك في "تدمر" ومهمته السماوات والأرض يوازي "زيوس" عند اليونانيين وجوبتير لدى الرومان.
ويحيط بالمعبد رواق بقياسات (210/215) يتوسطه الحرم وهو مكان إقامة المعبد وبجانبه البركة المقدسة التي يغتسل بها المصلون قبل الطواف بالإضافة لغرفة المائدة (التي تقدم بها الأضاحي بعد الطواف).
ويحاط حرم المعبد على جوانبه الأربعة بأروقة ذات أعمدة مخددة (محززة) عليها زخارف كورنثية من البرونز المذهب وبداخله يقع محرابين أحدهما بالجهة الجنوبية كان مخصصاً للإقامة الإله بل وكان فيه (250) عموداً عالياً لم يبق قائما منها سوى سبعة أعمدة أما سقف الحرم فقد نحت من قطعة واحدة من داخل الحرم الحجر ونحتت في وسطه زهرة اللوتس على شكل قرص شمس والتي تعتبر مصدرا للحياة بالمثولوجيات التدمرية القديمة بالإضافة للكواكب السبعة.
أما المحراب الشمالي فنرى كذلك السقف منحوتاً من قطعة واحدة من الحجر بأبعاد (5/6) أمتار. وخصص هذا المحراب لمساعدين الإله "بل" وهما (يرحبول وعيجبول) في وسط السقف نحتت قبة شمالية نحت بداخلها ستة من الآلهة يتوسطها الإله "بل". استخدم محراب معبد "بل" ككنيسة في القرن السادس ميلادي ويدل على ذلك بقايا الإيقونات والرسومات المسيحية وفيما بعد استخدم كجامع أيضا.
وتبدو تقاليد الشرق واضحة على عمارة المعبد (الباحة المربعة، الأسوار المسننة والحرم ذو الأبراج والبركة المقدسة كما أن بوابة الحرم تذكرنا ببوابات المعابد أحد أسقفة الحرمالمصرية كما تتجلى أيضا في عمارة المعبد التقاليد الكلاسيكية التيجان الأيونية والكورنثية والجبهات المثلثية السورية أما الزخارف الهندسية والنباتية فهي تؤلف بين العناصر الشرقية والغربية معاً وذلك طابع أساسي في الفن التدمري وهذا ما يخلد وينطق في واحد من أعظم أوابد الشرق وهو "معبد بل