بغداد ـ نجلاء الطائي
تعدّ الخزفية عبلة العزاوي أول خزفية عراقية وهي واحدة من رموز الفن التشكيلي العراقي ومن الفنانات اللواتي بحثن دائمًا عن العناصر الجمالية والتراثية وسجلن حضورًا لافتًا في المحافل المحلية والعربية والدولية من خلال أعمالها الخزفية التي كانت حاضرة في كل أنحاء العالم.
وتمكنت العزاوي أن تضع لها بصمة في الواقع الفني العراقي قبل مغادرتها العراق وأثناء ما كانت تشرف وتدرس الفن التشكيلي في معهد وأكاديمية الفنون الجميلة وحتى خروجها من العراق، ھي خزافة وریثة آلاف السنين من تاریخ العراق حافظت على روح المدینة العراقیة وأخذت تاریخ العراق وتراثه ولم تتأثر بالتجارب العالمیة، فن عبلة العزاوي كالفن السومري وفنون العالم القدیم، تمتلك الأمل والفلسفة وتفتح الأبواب للعالم.
ونهلت الفنانة من تاريخ العراق وتراثه واستطاعت الحفاظ على روح المدینة العراقیة، ولم تتأثر بالتجارب العالمية، إذ كانت بحق وريثة الفن السومري وفنون العالم القدیم.
يقول الناقد صلاح عباس:" بدأت العزاوي إنجاز أعمالها الفنية حال رجوعها من فرنسا، وهي تميل إلى الحداثة.
واستمرت تجربتها بدافع التأثيرات والأفكار التي شغلتها لسنين، إنّ زياراتها الكثيرة إلى المتحف العراقي أثرت بها وجذبتها نحو الفن القديم الذي كانت قد بدأت أعمالها الأولى به، أي قبل ذهابها إلى فرنسا.
وأضاف عباس :"إنّ الفنانة خلال رحلتها مع الطين تركت للأجيال إرثًاً كبيرًا من الخزفيات، وفتحت لهذا الفن الجميل أبواب العالم، من خلال المعارض التي أقامتها في العديد من العواصم الأجنبية".
وأكد رئيس تحرير مجلة "باليت" الفنان والناقد ناصر الربيعي أنّ التشكيلية عبلة العزاوي رائدة الخزف العراقي، اختصّت بالخزف بعد أن تخرّجت من معهد الفنون الجميلة فرع الخزف وعدّت من أوائل الفتيات المشتغلات بالسيراميك.
وأصيبت الفنانة عبلة العزاوي بمرض عضال أبقاها طريحة الفراش، وسافرت إلى فرنسا لتلتحق بشقيقها من أجل إكمال علاجها وهناك أكدت الفحوصات أنها تجاوزت المرض فبدأت في فرنسا حياة جديدة ودرست فن السيراميك في بعض القاعات الفنية الخاصة ولكنها اضطرت للعودة إلى بغداد بحثًا عن الراحة التي افتقدتها في فرنسا.
وحصلت على شهادة معهد الفنون من ثم الأكاديمية التي فتحت لها آفاقاً جديدة والى رحلة جديدة إلى فرنسا، لتكملة دراستها في قسم السيراميك وشاركت في جميع المعارض التي أقامها، ثم تواصلت معارضها في العراق وفي خارج العراق وانتقلت أعمالها بين كاركاس وفيينا ولندن وأمريكا وايطاليا وغيرها من البلدان.
من أهم أعمال الخزفية عبلة العزاوي الجدارية الضخمة التي أنجزتها عام 1982، والتي تمثّل مدينة بغداد والموضوعة عند بناية المصرف العقاري في الكرخ، وتم تكبيرها وتزجيجها في إيطاليا، ولعبلة جداريات في العاصمة بغداد.
ونظمت أحد عشر معرضًا شخصيًا في بغداد وساهمت في العديد من المعارض المتخصصة بالخزف داخل وخارج العراق.
ومثّلت الخزافين العراقيين في معرض دمشق والفنانات العراقيات في معرضهن في فيينا، ولها قاعة للفنون التشكيلية منذ 1968.
ورحلت الفنانة التشكيلية العراقية عبلة العزاوي عن الدنيا بهدوء عام 2016 عن عمر ناهز81 عامًا بسبب المرض والشيخوخة.