القاهرة ـ العرب اليوم
شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب الاحتفاء بمرور 120 عامًا على ميلاد توفيق الحكيم، والتى شارك فيها السيناريست الكبير محمد السيد عيد، وأدارها الدكتور عزوز إسماعيل
فى البداية وجه الكاتب محمد السيد عيد الشكر لهيئة الكتاب لتفكيرها فى إحياء ذكرى مرور 120عامًا على ميلاد توفيق الحكيم، الذى كان عام خير على مصر، على حد تعبيره، حيث ولد فى نفس العام الفنان القدير يوسف وهبي، وعالم الذرة المصرى الدكتور مصطفى مشرفة.
وتابع أن توفيق الحكيم أثرت نشأته وحياته كثيرا فى أعماله الأدبية والثقافية، فقد كان والده متعلما، ودرس القانون، وتخرج في كلية الإدارة والترجمة التى كانت أكبر كلية فى هذا العصر، وكان يتخرج منها الوزراء، وقد زامل والده الزعيم مصطفى كامل، إلا أنه لم يفضل الانخراط فى العمل السياسي. أما أم توفيق الحكيم فقد كانت جارية تركية، وهؤلاء كانوا يرون أنهم أفضل من المصريين. وقد تحدث توفيق الحكيم عن والده ووالدته فى رواية «عودة الروح».
وأشار عيد إلى أن الحكيم شهد زخما فكريا وثقافيا فى المجتمع المصري، حتى شهد بنفسه ثورة 1919، وهذا ما ساهم فى اعتزازه بالوطن مصر فى كل كتاباته لتأثره بشدة بالمفاهيم التى أتت بها الثورة. وأوضح أن والد توفيق الحكيم أرسله إلى فرنسا لدراسة القانون، ولكن توفيق الحكيم لم يحصل على الدكتوراه فى القانون، فقد درس النظام الاجتماعى فى أوروبا، والثقافة الأوروبية، والحداثة، وهو ما ساهم فى نقلة لهذه الصورة إلى مصر، وتأثره بهذه الأفكار الغربية ونقلها إلى المجتمع المصرى بتركيبة خاصة بتوفيق الحكيم، الذى كان متأثرا بالثقافة العربية والإسلامية بشكل كبير، أيضا، وهو ما انعكس على كتاباته التى كان يختلط بها مزيج من الثقافة الغربية والعربية والإسلامية.
وأشار عيد إلى أن توفيق الحكيم حينما عاد من أوروبا عقب فشله فى الحصول على الدكتوراه، تم تعيينه بشكل مؤقت فى محكمة الإسكندرية، وقد كان «موظفا مزوغاتيا» يمضى فى دفتر الحضور ثم ينصرف ليجلس على مقهى بجوار المحكمة، وهو المقهى الذى شهد كتابته لروايتى «أهل الكهف»، و«عودة الروح».
وأوضح أنه بالنظر إلى المراسلات التى كانت بينه وبين الدكتور مصطفى مشرفة فقد كان يقول لـ «الحكيم» أنه كما أن تشارلز ديكينز مؤلف وروائى معبر عن الثقافة الإنجليزية، فتوفيق الحكيم يعتبر معبرا عن الثقافة المصرية.
ولفت إلى ان توفيق الحكيم ظل فى مرحلة معارك كبيرة طوال حياته، حيث اشتبك فى معركة طويلة مع الشيخ الشعراوي، بسبب «حوار مع الله » الذى نشره توفيق الحكيم فى جريدة الأهرام، وهو الأمر الذى اعترض عليه الشيخ الشعراوى بشكل كبير.
وقال إن توفيق الحكيم نضج فكريا بشكل كبير وتغيرت مواقفه، بعد أن عمل نائبا فى الأرياف، فقد اختلفت طريقة حبه لمصر بوضع يده على المشاكل الموجودة فى المجتمع المصرى خاصة فى المجتمع الريفي، وصور شكل البشاعة التى يعيشها الناس فى الريف وذلك فى رواية «يوميات نائب فى الأرياف».
والغريب فى هذه الرواية أنها لم تقم على الصراع بين الخير والشر ولكنها قامت على عملية الوصف لحال المجتمع المصري، وهذا ما ساهم فى التنبه لمشكلات المجتمعات الريفية.
واوضح أنه توفيق الحكيم دائما يعتبر هو بطل جميع أعماله الروائية، وكان يكتب دائما من وقائع تجاربه، وبالرغم من الضعف الفنى لإحدى رواياته وهى «عصفور الشرق» إلا أنها كان ذات بعد فكرى مهم جدا. ولفت إلى توفيق الحكيم لم يكتب إلا مجموعتين قصصيتين بواقع 29 قصة، وقد تميزت قصص الحكيم بالطابع الفلسفى ويعتبر هو رائد القصص الفلسفية فى مصر، وأيضا مجموعة من الأفكار الخاصة بتوفيق الحكيم والتى حاول ان يؤكد عليها فى قصصه، فعلى سبيل المثال فالموت لدى توفيق الحكيم مجرد «صدفة»، وكان أيضا مشغولا بما سيحدث للإنسان بعد الموت، وقد خالف فيها المفهوم الإسلامى باعتقاده أن الانسان بعد الموت تتناثر بقايا جسده فى صورة ذرات وجزيئاته فى الكون.