القارئ عبدالله بن عبدالغني خياط إمام وخطيب المسجد الحرام

كان شخصية متميزة بكل معاني التميز، عُرف بقراءته الشجية والمؤثرة، وخطبه القصيرة المبهرة، فكان عندما يصعد المنبر لا يتجاوز العشر دقائق، حتى أن أهالي مكة يقولون ان الذي يريد ان يدرك خطبة الجمعة منه لابد ان يدخل المسجد الحرام قبل رفع الآذان.

إنه فضيلة الشيخ القارئ عبدالله بن عبدالغني خياط إمام وخطيب المسجد الحرام والذي ولد في مكة المكرمة في التاسع والعشرين من شهر شوال عام 1326هـ، ونشأ في بيت علم، حيث كان أبوه مثقفًا ثقافة دينية وله إلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث.

وكان عبدالله خياط وهو غلام يتجول في الحرم المكي في رمضان لينصت إلى أئمة التراويح وكانوا كثيرين، وذلك بحثا عن أحسن الاصوات فيهم ممن يقرأون القرآن بتجويد يشرح الصدر، وقد اجتذبه صوت الشيخ حسين عرب، من بين أصوات القارئين، فانضم الى حلقته ولازمه ملازمة الطالب للشيخ.

وقد اشتهر الشيخ خياط في قراءة القرآن لتجويده وجمال ترتيله رغم صغر سنه، كما أخذ يستزيد من شتى تخصصات العلم الشرعي من توحيد وتفسير وحديث وفقه، وكان من أبرز شيوخه الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ وأئمة المسجد الحرام ومنهم عبدالظاهر ابو السمح، والشيخ محمد عبدالرزاق حمزة، والشيخ سلمان الحمدان، ومحمد بن إبراهيم الشاوي، وهما من علماء نجد البارزين، كما اشتهر بشجن الصوت ونداوته وقراءته المفسرة منذ سنين شبابه الأولى.

وقبل ان يكمل الشيخ عبدالله خياط التاسعة عشرة من عمره، أكرمه الله تعالى بأن جعله إماما للمسجد الحرام خلال هذه المرحلة، ففي عام 1345هـ رشحه الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ إماما لصلاة العشاء بالمسجد الحرام، ثم صلى الشيخ خياط بالناس في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وفي 23/3/1346هـ تم تعيين الشيخ عبدالله خياط اماما لمسجد الدندراوي بمكة المكرمة، وفي نفس العام تلقى أمرًا ملكيًا ليكون إمامًا للمسجد الحرام بالاشتراك مع فضيلة الشيخ عبدالظاهر أبوالسمح، كما عمل مدرسًا للقرآن الكريم بالمدرسة الفخرية.

وقد تزوج الشيخ خياط من ابنة فضيلة الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة ورزقه الله من الأبناء الذكور أربعة وهم: عبدالرحمن، مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة ورئيس الهيئة الطبية بها وهو أكبرهم، والدكتور عبدالعزيز (عضو مجلس الشورى السابق)، وأحمد من منسوبي وزارة الحج بمكة المكرمة والدكتور أسامة إمام وخطيب المسجد الحرام، وللشيخ أيضًا أربع بنات.